تسعى عملية تنمية المجتمع من خلال الجمعيات الأهلية إلى زيادة مشاركة المواطنين في البرامج والمشروعات التنموية، وذلك من خلال تشجيع أفراد المجتمع بصفة عامة والنساء الأوْلي بالرعاية بصفة خاصة على الثقة بأنفسهم وبقدراتهم وتشجيعهم على تحمل المسئولية والمشاركة في الأنشطة المجتمعية سواء كانوا أفراداً أو جماعات، ولا يمكن أن يتأتى ذلك إلا في إطار استخدام الجمعيات الأهلية للاتجاهات المعاصرة في تنمية المجتمع لتحسين نوعية الحياة للفئات الفقيرة والمهمشة, وتهدف الدراسة الحالية إلي التعرف على دور الجمعيات الأهلية في تحسين نوعية الحياة للنساء الأوْلي بالرعاية في ضوء الاتجاهات المعاصرة في تنمية المجتمع بالصعيد, ترجع أهمية الدراسة إلي حاجة منظمات المجتمع المدني بصفة عامة والجمعيات الأهلية بصفة خاصة إلي الاسترشاد بالعديد من الاتجاهات المعاصرة في تنمية المجتمع والتي تسهم في الارتقاء بمستوى الدعم المقدم للنساء الأوْلى بالرعاية بهدف تحسين نوعية حياتهم الاجتماعية, الاقتصادية, الصحية, والثقافية لتحقيق أهداف تنمية المجتمع في الوقت الحاضر, واعتمدت الدراسة علي مجموعة من المفاهيم (مفهوم الاتجاهات المعاصرة في تنمية المجتمع, مفهوم تحسين نوعية الحياة, مفهوم النساء الأوْلي بالرعاية).
ولذا استخدمت الدراسة منهج المسح الاجتماعي باختيار المسح الشامل لجميع العاملين بجمعيات (حياة كريمة لتنمية المجتمع, تطوير وتنمية المجتمع, الكوثر لتنمية المجتمع, بسمة أمل لتنمية المجتمع المحلي, الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية) بقريتي الغريزات والوقدة وعددهم (60 ) عامل, وأثبت نتائج الدراسة أن دور الجمعيات الأهلية في تحسين نوعية الحياة ( الاجتماعية, الاقتصادية, الصحية, والثقافية) للنساء الأوْلي بالرعاية في ضوء الاتجاهات المعاصرة في تنمية المجتمع بالصعيد جاءت متوسطة, وأوصت الدراسة بضرورة الاستفادة من الاتجاهات الحديثة والمعاصرة في تنمية المجتمع لتحسين الأحوال الاجتماعية، الاقتصادية، الصحية، والثقافية للفئات الأوْلى بالرعاية بما يتلاءم مع الظروف المعاصرة للمجتمع المصري.