تهدف الدراسة إلى تعرف العوامل الاجتماعية والاقتصادية، والمردود الإيجابى والسلبى لتأجيل الإنجاب الأول، وتعتمد الدراسة على المنهج الأنثروبولوجى بأدواته، كدليل العمل الميدانى والمقابلة مع (40) مبحوثًا يمثلون (20) زوج وزوجة، والإخباريين. أوضحت الدراسة أن الغالبية العظمى من الأزواج قاموا بتأجيل الإنجاب الأول لمدة عامين؛ وذلك للمساعى التعليمية والمهنية وقلة الدخل وعدم اليقين الاقتصادى (ويشمل بطالة الزوجة وعقود العمل المؤقتة). توصلت الدراسة إلى أن العوامل الاجتماعية لتأجيل الإنجاب الأول تتمثل فى التعليم الجامعى واستكمال الدراسات العليا للزوجين أو لأحدهما، واستخدام وسائل منع الحمل، والخوف من حدوث الطلاق، ودعم شبكة العلاقات الاجتماعية، ونقل المعلومات والأفكار من خلال وسائل التواصل الاجتماعى. كما كشفت الدراسة أن العوامل الاقتصادية لتأجيل الإنجاب الأول تتمثل فى عدم اليقين الاقتصادى ومشاركة المرأة فى قوة العمل وارتفاع سعر إيجار المسكن. أوضحت الدراسة أن المردود الإيجابى لتأجيل الإنجاب الأول يتمثل فى تحقيق أهداف تعليمية أكاديمية، وأهداف مهنية مثل تمكين المرأة من الحصول على مهارات العمل اللازمة (رأس المال البشرى) والتوفيق بين العمل والأسرة إلى حد ما، وأهداف اقتصادية مثل امتلاك شقة أو شراء سيارة، فضلًا عن أهداف اجتماعية مثل تحقيق الاستقرار الزواجى مخافة حدوث الطلاق. كما أظهرت الدراسة أن المردود السلبى لتأجيل الإنجاب الأول يتمثل فى مخاطر صحية تشمل إطالة فترة حدوث الحمل بعد الامتناع عن حبوب منع الحمل، وتناول عقايير طبية لتنشيط المبيض. كما أن له سلبيات اجتماعية تمثلت فى فقدان السند عند الكبر وعدم الشغف بالأبناء وعدم التواصل الجيد معهم، وبالرغم من سلبيات تأجيل الإنجاب الأول إلا أن إيجابياته تفوق سلبياته؛ وذلك لأن عمر أغلب النساء فى مجتمع الدراسة، لم يصل أو يتعدى سن  الخامسة والثلاثين عامًا عند الإنجاب الأول.