مع إطلاق أول قمر اصطناعى للفضاء وعلى مدى أكثر من سبعين عامًا، شهدت الساحة الفضائية قفزة تكنولوجية هائلة، جعلت من الكرة الأرضية حيزًا صغيرًا ينتقل الإنسان بين أطرافه فى دقائـق مـن خـلال شاشـة عـرض لمعلومات الأقمار الاصطناعية التى تسبح فى الفضاء وتغطى جميع الأنشطة  فى أنحاء الكرة الأرضية. لقد نشأت علوم الفضاء الحديثة مع تطلع العلماء إلى التحليق بمركبات الفضاء خارج نطاق الغلاف الجوى لاستكمال اكتشاف أسرار الكون. كذلك أصبح الفضاء مجالًا بالغ الأهمية للأمن القومى. ومنذ فترة تتسارع العديد من الدول الكبرى لعسكرة الفضاء، حيث تنظر القوى الكبرى باعتباره مجالًا للقتال، وتقوم بتطوير قدرات فضائية متقدمة. وفى الوقت نفسه، أصبح العالم يعتمد بشكل كبير على الأنظمة الفضائية فى المهام العسكرية والمدنية والتجارية، مما أدى إلى إيجاد نقاط ضعف جديدة. ونتيجة للفوائد الجمة التى تجلبها تكنولوجيا الفضاء للدول التى تمتلكها، وكذلك مخاطر هذه التكنولوجيا الكبيرة على الأمن القومى، فإن فقدان القدرة على الوصول إلى القدرات الفضائية من شأنه أن يؤدى إلى تدهور شديد فى قدرة الدولة على إظهار القوة والدفاع عن مصالحها. فى هذا البحث سيتم استعراض التالى: تعريف علوم وتكنولوجيا وتاريخ علوم تكنولوجيا الفضاء، وأدوات تكنولوجيا الفضاء، وسوف نقدم دراسة عن دور تكنولوجيا الفضاء فى القطاع المدنى وفى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتأثيرها على الأمن القومى.