أصبحت الشركات العسكرية و الأمنية الخاصة فى الوقت الحالى جزءا لا يتجزأ من الحروب الحديثة، وهى كيانات يتم إنشاؤها فى شكل شركات تجارية تسعى لتحقيق الربح مقابل تقديم خدمات فى المجال العسكرى والأمنى للدول التى تطلب تلك الخدمات، و هو ما جعلها أحد أهم الفاعلين فى مسار العلاقات الدولية، فإن الحروب الجديدة لم تعد مقتصرة على الجيوش التقليدية، فهذه الشركات الخاصة دخلت أيضًا مجال الحروب غير النظامية بشكل واضح، حيث بات صعودها كفاعل دولى من غير الدول حاضرًا بقوة فى العلاقات الدولية.
هذه الشركات أصبحت فى الفترة الحالية فاعلًا مؤثرًا على حركة العلاقات الدولية والأمن القومى للدول بشكل غير مسبوق، فبالرغم من عدم وجود اتفاق بين المجتمع الدولى على مسمى هذه الشركات وعدم وجود إطار قانونى ينظم عملها فإنها حظيت باهتمام جميع دول العالم وتعُدُّها معظم الدول إحدى أدواتها التى تستخدمها فى تنفيذ سياستها الخارجية.
أصبحت الشركات العسكرية والأمنية الخاصة تمتلك إمكانات هائلة لتكون بمنزلة أداة لتغيير قواعد اللعبة فى مجال الأمن الدولى، وأصبحت أحد أبرز العوامل التى لها تأثير واضح على العلاقات بين الدول، وما ساعد هذه الشركات فى ذلك هو حصولها على قبول أوسع وانتشار أكبر حيث تقوم الدول بتوظيفها للقيام بمهام محددة داخل وخارج حدودها.