أصبح واضحًا أننا نعيش اليوم فى عالم تُسيّره المصالح الوطنية، التى تعمل على فرض إرادتها على المعنيين بها، من أجل العمل على رسم سياسات ووضع استراتيجيات لتحقيقها سواء كانت لدول أو لأفراد أو لمجموعات بشرية مختلفة، وبدأت الدول الكبرى تسعى لتحافظ على مكانتها وأسباب قوتها الخاصة وتعمل على استخدام علاقاتها لتحقيق مصالحها عبر الأدوات المختلفة، وتلك هى القاعدة الجديدة الخاصة بعلاقات الدول، ولعل خير مثال على ذلك علاقات روسيا الاتحادية بحلف شمال الأطلنطى وما تُحدثه من تأثير على منطقة الشرق الأوسط، من هنا تهدف هذه الدراسة إلى محاولة تحليل طبيعة التنافس الدولى الذى تشهده منطقة الشرق الأوسط بين القوى الدولية الكبرى خاصًة روسيا الاتحادية وحلف شمال الأطلنطى، علاوة على تحليل الآثار الناجمة عن هذا التنافس على الأمن القومى المصرى بمجالاته المختلفة مستخدمة عددًا من المناهج مثل الوصفى التحليلى ومنهج الواقعية فى إطار المصلحة الوطنية.
قد نتجت عن الدراسة عدة نتائج، لعل من أبرزها أن التنافس الدولى بين روسيا والحلف يهدد الدور الريادى لمصر فى المنطقة حيث تعمل روسيا على استعادة مكانتها فى المنطقة التى تراجعت على أثر انهيار الاتحاد السوفيتى، كما يهدد هذا التنافس مبدأ التوازن للسياسة الخارجية المصرية، ذلك بالإضافة إلى أن سباق التسلح من أبرز سمات التنافس الروسى الأطلنطى فى منطقة الشرق الأوسط.