إن الموروث الشعبي هو إنعكاس صادق تجاه الحياة والبيئة والوجود، فهو قريب من المجتمع ومعبر أبلغ تعبير عنه للحفاظ علي الهوية الثقافية من محاولات التشويه ونشر ثقافة العولمة، فلابد من بذل قصاري جهودنا للحفاظ علي هذا التراث بالإستفادة منه وتناوله بأسلوب يواكب التطور والنمو الفني المستمر، فالفن الشعبي هو إنعكاسات إرتجاليه من الشعب بتقاليد متوارثة لها علاقة بما حولهم في الحياة ولها علاقة أيضاً بعواطفهم وإنفعالاتهم وهو فن نشأ نتيجة تراكم خبرات حياة الإنسان على مر العصور، والفن الشعبي هو فن بسيط التكوين قريب من الطبيعة وهو مرتبط بالبيئة التي يعيش فيها الفنان.
وتعتبر مهنة "الفخار" هي فن الإنسانية الأول والتي تجمعنا في علاقة وثيقة مع الطبيعة) الأرض والماء والهواء والنار)، وترتبط منتجات الفخار بالتراث التاريخي والثقافي للمجتمع فتجسد الجوانب الإجتماعية والنفسية والشعبية، ولهذا الفن نظمه التقليدية وموروثاته التي تتناولها الأجيال ورموزه الإجتماعية الدالة على أصالته وإستمراريته، كذلك مهنة "الخبيز" فمنذ أقدم العصور التاريخية كان المصري القديم يعتبر القرابين والنقوش الكثيرة التي تركها على جدران المعابد والمقابر الخبز طعاماً أساسياً تقوم عليه حياته، ولذلك احتلَّ الخبز مركزاً رئيسياً، بل كان على قمة الطعام اليومي لهم، لذلك تعتبر من الصناعات الغذائية الكبيرة المرتبطة بحاجة الناس اليومية، والتي تهم جميع طبقات الشعب.
ويهدف البحث الحالي للاستفادة من السمات التشكيلية لمهنتي (الفخار والخبيز) كمدخل لإثراء التصوير المعاصر.