تستعرض هذه الدراسة الابعاد الفكرية والنظرية والتي تساهم بشكل اساسي في رسم معالم النزعة الإثنية بين القوميات داخل الدولة الإثيوبية، وقد تناولت الدراسة سياسات التهميش والإقصاء التي عمقت مشاعر التعصب والتمييز وولدت معها شعور الكراهية بين المجموعات الإثنية المختلفة والذي فكك نسيج المجتمع الإثيوبي وأضعف روابطه الاجتماعية، وقد تم التركيز بشكل مفصل علي أزمة إقليم تيغراي لتوضيح جوهر الصراع الذي تخوضه هذه الجماعات في سبيل تحقيق مطالبها الإثنية، كما ركزت علي التحديات التي يعكسها هذا التنوع أمام تحقيق استقرارها السياسي والاقتصادي، وتطرقت إلي الوسائل التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة للنظام السياسي الإثيوبي في الاستجابة لتلك المطالب واحتوائها للقضاء علي الحركات الانفصالية التي تهدد وحدة واستقرار الدولة، والتي تظهر بشكل أوضح عند فشل النظام السياسي في تلبية مطالبها، وتحقيق ديمقراطية حقيقية تسمح معها بتوليد قدر من المساواة، مما يجعلهم يشعرون بالتهميش والاستبعاد السياسي والاقتصادي، وهو ما أنعكس من خلال صراع قومية تيغراي مع الحكومة الفيدرالية والتي أعقبها تداعيات اقتصادية واجتماعية علي المستوي الداخلي والإقليمي كما وساهمت في مطالبات بالسلطة والنفوذ من قبل مجموعات الإثنية الأخرى.