مستخلص البحث: يعد التمويل من أهم عناصر منظومة التعليم الجامعي؛ لما له من قدرة على توفير المستلزمات المادية والبشرية؛ لتحقيق الخطط الآنية والمستقبلية للتعليم الجامعي. ويعاني تمويل التعليم الجامعي المصري من عجز فى الموازنة الحكومية المخصصة للتمويل وعدم كفايتها، وضعف مشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني للحكومة في عملية التمويل، فى الوقت الذي يزيد فيه الطلب المجتمعي على التعليم الجامعي من خلال الأعداد المتزايدة والكبيرة الملتحقة بالتعليم الجامعي، والتي تقف الجامعة عاجزة عن الوفاء بمتطلباتها، والاضطلاع بمسئولياتها. ومن ثمَّ، فإن السعي للبحث عن مصادر جديدة للتمويل الجامعي، أصبح أمرًا ملحًا، بل إن الجامعات العالمية في الدول المتقدمة أصبحت لا تعتمد على مصدر وحيد للتمويل الجامعي، بل تخطط الجامعات لاستحداث أساليب جديدة ومتنوعة تسهم بفاعلية في تطوير التعليم الجامعي وتحقيق أهدافه. وتعد الكراسي البحثية، أحد أهم مصادر تمويل الجامعات على المستوى العالمي بل والعربي، وهي تجسيد للشراكة المجتمعية بين الجامعة والمجتمع، ويركز مفهوم الكراسي البحثية على الشراكة بين الجامعة، وبين جهة أو شخص، بحيث تقدم هذه الجهة أو الشخص تمويلا لمجال أو قطاع أو نشاط بحثي معين، وفي المقابل تهيئ الجامعة البيئة البحثية اللازمة لإتمام هذه المهمة بنجاح، وقد حرصت العديد من دول العالم على إنشاء الكراسي البحثية بهدف إثراء البحث العلمي وتطويره، وبما يساعد في تمويل الأبحاث العلمية وتقليل الأعباء المالية والمادية الملقاة على عاتق الدولة. وبناء على ما سبق، تسعى الدراسة الحالية إلى وضع رؤية مستقبلية لتوظيف الكراسي البحثية في دعم تمويل الجامعات المصرية.