في ظل ثورة التقنية والقفزات التكنولوجيا المتواصلة، تغيرت الوسائل والتقنيات المستخدمة في مجال الفنون الجميلة ولا سيما الرسم، حيث لم تعد التجربة الفنية التشكيلية في مجال الرسم مرتبطة بالوسائل والتقنيات الكلاسيكية، وأقصد بذلك الفرشاة والألوان وحامل الرسم، بل أصبح الحاسب الآلي يمثل ثورة من ثورات العالم المذهلة، وأصبح من الصعوبة الاستغناء عنها في أدق تفاصيل حياتنا العلمية والثقافية، فالثورة التي أحدثها الحاسب الآلي في الرسوم الصحفية ومجال الطباعة والنشر في عصرنا هذا، ما هي إلا انقلاب تقني وعلمي على ما كان سائداً خاصة في عملية الإخراج الفني وتصميم الوثائق وصفحات الصحف والرسومات الصحفية المصاحبة للنصوص والمقالات التي ترسم بالكمبيوتر بواسطة برامج الجرافيك الرقمية.
إن التكنولوجيا وأساليب العمل الصحافي ‬في ربع القرن الأخير، قد أحدثت تطوّرات تكنولوجية دراماتيكية في إنتاج الصور والرسوم ومعالجتها ونشرها، على نحو بدَّل الأساليب في الصحافة والترفيـــه والإعلان، فنحن نعيش في ملامح العالم الجديد، فمع مجتمعنا المتطور بسرعة اليوم، ينصرف مزيد من الناس إلى الكمبيوتر، والهاتف الخلوي، وأجهزة البلوتوث، للتواصل الاجتماعي ولمعرفة آخر أخبار عن الطقس وعن البورصة وعن أسعار العملات الأجنبية فكل شيء متاح الأن عبر التكنولوجيا الحديثة، حيث أصبح الإنترنت حلقة الوصل بين مجالي الفن والتكنولوجيا في عالم الفن الحديث، كما هو حال أنواع أخرى من التكنولوجيا التي لعبت دوراً مهماً في الفن الحديث كبرامج الجرافيك الرقمية، وفنون الفيديو، وألعاب الكمبيوتر، والهواتف الذكية وغيرها من الأنظمة التكنولوجيا المنتشرة في العالم، وهذا بالطبع خطوة جديدة في عالم الفن وتاريخه.