يعتبر الماء من العناصر الضرورية لحياة الإنسان وبقاءه، ونظراً لقيمته فقد كان الاعتناء به وتوظيفه لأغراض تناسب الإنسان وأنشطته وظروف حياته أمراً مهمًا؛ حيث كانت الأنهار المتجمعة من الأمطار والآبار الجوفية هي مصدر الماء العذب الذي يستخدمه الإنسان في الزراعة والأنشطة الحياتية المختلفة، وكان موقع ايران في غرب آسيا في منطقة ذات مناخ قاحل شبه مداري، دوراً فاعلاً ساعد على تعظيم مكانة الماء لديهم، وكذلك كانت بلاد الهند ذات الأجواء والتضاريس المتباينة، حيث هيأت الطبيعة والمناخ الأجواء لإستخدامات المياه بطرق متعددة، فقد تم استثمار مصادر المياه منذ القدم في عمل الأحواض لحفظ المياه وتخزينها ونقلها، وكانت النوافير أحد هذه النظم المائية التي شهدت نهضةً كبيرةً في العصر الصفوي في ايران، وتم توظيف المياه في مختلف المنشآت والعمائر والحدائق ذات الأنظمة المتطورة لإدارة المياه، والنوافير في أجنحة القصور والمساجد والحمامات، وقد أولى أباطرة المغول اهتمامًا خاصًا بأنظمة النوافير المتطورة في قصورهم، وزينوها بعناصر فنية وتصميمات رائعة، وقد حفز اهتمام الأباطرة مهندسي المياه على القيام بعمل مشاريع مائية ضخمة، وبنى تحتية شاملة للنوافير في القصور والحدائق لتبريد المناخات الحارة ومحاكاة صورة الجنة في الأضرحة، وكانت التصاوير مصدر مهم لإظهار تفاصيل البنية المائية والأنظمة المتقدمة للنوافير وأماكن وجودها في الحدائق والقصور وحتى الحجرات الداخلية، وكانت شاهدًا على تطور علوم الهيدروليك وأنظمة ضخ المياه في العصرين الصفوي في ايران والمغولي في الهند، وقد نقلت لنا التصاوير تفاصيل دقيقة من عمارة هذه النوافير وأنظمتها المائية والتي استخدمت للأغراض الوظيفية والجمالية المتعددة.