تعد عدم القدرة على التخيل إحدى السمات المصاحبة للطلبة ذوي الإعاقة العقلية، مما يجعل القدرة على إدراك مفهوم المجسمات الهندسية ثلاثية الابعاد يمثل صعوبة لديهم. وتعد تقنية الهولوجرام إحدى الوسائل للتغلب على تلك العقبة، حيث تشير دراسة زكي (2017) الى أن استخدام تقنية الهولوجرام "الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد" وسيلة فعالة وأداة تعليمية مستقبلية في تجسيد صور ثلاثية الابعاد؛ وذلك من أهم مميزات تقنية الهولوجرام والتي تكمن في أنها توفر مجسم واقعي ثلاثي الأبعاد لموضوع التعلم يراه الطالب ذوي الإعاقة العقلية أمامه بدون نظارة أو وسيط وتتيح هذه التقنية للطالب أيضا التفاعل مع ما يعرض أمامه، فهي أداة تعليمية تعمل على جذب اهتمام الطلبة وتعزيز فهمهم، و تتيح إمكانية التحكم في أسلوب عرض المحتوى المقدم من خلالها.

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على فاعلية تقنية الهولوجرام في تنمية بعض المفاهيم الهندسية لدى الطلبة من ذوي الإعاقة العقلية. وقد استخدم الباحثان المنهج شبه التجريبي ذا المجموعة الواحدة، وتكونت عينة البحث من (15) طالب وطالبة من طلبة ذوي الإعاقة العقلية ببرامج الدمج العقلي المطبقة في المدارس الحكومية بسلطنة عمان تراوحت أعمارهم الزمنية من (12:6) سنوات، وتم تطبيق مقياس الكتروني للمفاهيم الهندسية. بجانب البرنامج المعد من قبل الباحثين باستخدام تقنية الهولوجرام، و أظهرت النتائج عن فاعلية تقنية الهولوجرام مما أدى إلى وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات طلبة المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على المقياس الالكتروني للمفاهيم الهندسية ومجموعها الكلي لصالح القياس البعدي، حيث كان متوسط القياس البعدي أعلى، كما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسطي درجات طلبة المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للمفاهيم الهندسية.