الملخص: جاء الإسلام بأحد أهم المبادئ الاقتصادية التي تميز اقتصاده عن غيره من المذاهب الاقتصادية  وهو مبدأ تحريم الربا بجميع أنواعه، وتحريم المعاملات المالية التي تؤدي في المآل إلى الربا؛ وهذا التحريم بقصد تحقيق العديد من المقاصد الشرعية ومنها تحقيق العدالة والتوازن في المعاملات، ورفع الغبن، وفي ظل موجة غلاء الأسعار التي تجتاح العالم جاءت هذه الدراسة لتبين أثر الربا في التضخم، وارتفاع الأسعار، إذ تبين أن الربا يؤدي لارتفاع كلف الإنتاج، نتيجة لارتفاع الفائدة الربوية على الديون مما يعني زيادة سعر السلعة، وكذلك يعمل الربا على إضعاف الإقبال على المشاريع الاستثمارية نتيجة للزيادة الربوية على المستثمر الذي يلجأ للاقتراض لتسيير أعماله مما يجعله يحجم عن الاستثمار، والذي ينجم عنه زيادة في الطلب على السلع مع قلة في العرض بسبب قلة الإنتاج وبالتالي يؤدي إلى التضخم وزيادة الأسعار، كما أن تضييق دائرة التمويل بسبب زيادة الشروط والضمانات في الإقراض الربوي تؤدي بدورها إلى تقليل حجم الاستثمار والتضخم كما سبق، فالربا أحد أهم الأسباب التي تزيد من احتمال ظهور مشكلة التضخم في الاقتصاد، والذي ينعكس على ارتفاع الأسعار وزيادة موجة الغلاء، وغيرها من المساوئ الاقتصادية الخارجة عن موضوع هذا البحث، وبتحريم الربا وتقويضه نضمن التخلص من أحد أهم الأسباب المؤدية للتضخم، وذلك عن طريق تشجيع الاستثمار، وتقليل كلف الإنتاج، وتسهيل تقديم التمويلات، بما يؤدي لضمان حركة السوق، وزيادة الإنتاج، والحد من تفاوت العرض والطلب وهو السبب الرئيسي في حصول التضخم.