ترتبط مواجهة الأزمات والضغوط بعلم الإدارة والتخطيط الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمنهج الإسلامي، إن للإدارة الحكيمة أسسا تميزها عن غيرها من القواعد الوضعية، فهي تسير وفق منهجية محددة للوصول إلى المطلوب السامي، فالغاية في الإدارة الإسلامية لا تبرر الوسيلة، كما أن السعي لتحقيق أهداف مشروعة تتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية من أهم خصائصها، ولعل السمة الأبرز التي تميز الإدارة الإسلامية، أنها تسعى لتقديم النفع لجميع الناس، دون التمييز بينهم على أساس العرق أو الدين، أو اللون ونحوها، فضلًا عن أنها تحقق الرقابة الذاتية النابعة من مخافة الله، حيث إن الإخلاص والإتقان والأمانة جميعها نابعة من العقيدة الصافية التي ربى الإسلام أتباعه عليها. ولم يدخر علماء الإسلام جهدا في البحث والتنظيم لعلم الإدارة الناجح، ولا سيما في وقت الأزمات والضغوطات الحياتية والمجتمعية، وركزوا على الجودة، وحسن التنظيم والترتيب الذي لا يكون إلا في إطار منظومة متكاملة تحتوي عناصر الأركان الأساسية للعملية الإدارية؛ ليصلوا إلى تعريف شامل لهذه العملية بقولهم: هي العملية التي تتمتع بمقومات العلم والإيمان التي تمكن القادة والأتباع من أداء وظائفهم المناطة بهم على أكمل وجه لإعمار الأرض. وقد اقتضت طبيعة البحث أن يقسم إلى مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، التمهيد في: الحكمة من التعامل في ظل الضغوط، وكيفية التعامل، والمبحث الأول في: أنواع الأزمات والضغوط، وآلية معالجتها واحتوى على عدد من المطالب، المطلب الأول: أزمة التلاعب بالأسعار، والمطلب الثاني: ضغط موت عزيز، والمطلب الثالث: أزمة المرض، والمطلب الرابع: أزمة العنوسة، والمطلب الخامس: الضغوطات والأزمات الاجتماعية، والمطلب السادس: الأزمات العقلية، وأما المبحث الثاني ففي: استراتيجيات التعامل مع ضغوطات الحياة، وفيه عدد من المطالب؛ المطلب الأول: مواجهة التعامل مع ضغوط الحياة، و المطلب الثاني: الحكمة الإلهية في العطاء والمنع، وأما المبحث الثالث ففي: آليات مواجهة الأزمات والضغوط، وفيه عدد من المطالب؛ المطلب الأول: ترتيب الأولويات وأثره وأهمية التخطيط في حياة الأفراد والمجتمعات، المطلب الثاني: أثر الفرد في نهضة الأمم لمواجهة الأزمات والضغوط النفسية والمالية، وذيلت البحث بخاتمة ضمنتها أهم ما ورد في البحث.