يتحدث البحث عن قضية الرزق في الإسلام، وبيان أنها مسألة عقدية؛ ولخصت الحديث فيها في تمهيد، ومبحثين تناولت في التمهيد معنى العقيدة، ومعنى الرزق، والمركب الإضافي: عقيدة الرزق وأنه: تصديق القلب، واطمئنان النفس أن الله تعالى هو الرازق وأن الرزق معنى من معاني ربوبيته. ثم تناولت في المبحث الأول: معنى الربوبية في الرزق، وبيان أن الربوبية هي الوصف الجامع لكل صفات الله ذات العلاقة والأثر في مخلوقاته، كالاعتقاد، والإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المدبر القادر المحي المميت الضار النافع... وبينت أن الرزق من صفات الأفعال: وهي الدالة على ما صدر عن قدرته وإرادته من غير ذاته من أفعاله. وصفات الفعل منها ما متعلقة خيراً، أو نعمة، كالخلاق، والرزاق، والوهاب، والفتاح، والنافع، والرافع، وما متعلقه شراً أو نقمة، ويذكر تمدحا بالقهر والغلبة، أو ترهيباً كالقهار، والجبار إن أخذ من الإجبار. ثم بينت أن الله سبحانه لا يستحق العبادة إلا بعد ثبوت ربوبيته، ولذا قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [العنكبوت: 62]، قوله تعالى: الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده لما بين الخلق ذكر الرزق لأن كمال الخلق ببقائه وبقاء الإنسان بالرزق، والمعبود لا يعبد إلا لاستحقاقه العبادة، وهذه الأصنام ليست كذلك والله مستحقها. وبينت أن الإيمان بربوبية الرزق "عقيدة الرزق": يثمر للإنسان حال الرضا والطمأنينة، فيعيش الإنسان سعيداً مرتاح البال، راضياً عن ربه Y، وهذا جانب إيماني صوفي ناتج عن هذه العقيدة. ثم بينت أن الاعتقاد بأن الله سبحانه غير رازق كالاعتقاد بأنه غير خالق في الحكم والجزاء. ثم تناولت في المبحث الثاني: مسألة السعة والضيق، والغنى والفقر، والأسباب التي ذكرتها الشريعة لسعة الأرزاق وضيقها، مبيناً في النهاية أنها قضية عقدية اختص الله بها وحده منفرداً عن غيره، وأن الإيمان بهذه القضية يجعل الإنسان سعيداً راضياً وسع رزقه أم ضاق.