تعدّ الرأسماليّة الاستهلاكيّة أهمّ تطوّر للرأسماليّة؛ إذ انتقل الاهتمام من الإنتاج إلى الاستهلاك، ومن السلعة التي تعود بالنفع على الإنسان إلى السلعة التي تجلب لذّة وقتيّة، فمفهوم الرأسماليّة الاستهلاكيّة يدلّ على تعظيم الاستهلاك، وذلك باستخدام الرأسماليّة مجموعة من الآليّات والأدوات الإعلاميّة من أجل خلق رغبات وحاجات عند المستهلك للسلعة التي قد لا يحتاج إليها بقصد زيادة الإنتاج وزيادة الأرباح.
وقد ظهرت الرأسماليّة الاستهلاكيّة في أوروبا الغربيّة، في خمسينيّات القرن العشرين بسبب النقلة التكنولوجيّة الكبيرة والتطور الصناعيّ، مما جعل الشركات في الستينيّات تواجه مشكلة كبيرة تتمثل في الإنتاج الزائد مقابل قلّة الطلب على المنتجات، فأصبح هدف الرأسماليّة لفت انتباه المستهلك بشدّة نحو السلعة، وخلق حاجات جديدة للسلع.
وبهذا قد دخلت مجموعة من التغييرات على الرأسماليّة منها: انتقال السوق إلى النفس البشريّة، وأصبح التنافس بين المستهلكين لا بين المنتجين كما كان سابقًا، وبهذا أصبحت رأسماليّة الاستهلاك نقطة التقاء بين الرأسماليّة والشيوعيّة.
وقد استخدمت الرأسماليّة الاستهلاكيّة عدّة وسائل للترويج للسلع وتنمية روح الاستهلاك منها: الإعلانات، ومخاطبة الغرائز، وتضييق دورة حياة المنتَج، واستخدام السلعة الرمز.
وتتعدد خطورة الرأسماليّة الاستهلاكيّة بين:
1- خطورة على الإنسان؛ فقد أوجدت إنسانًا طبيعيًّا يقدّس اللذّة ولا يؤمن بغيرها مرجعيّة، وأيضًا عملت على تسليع الإنسان وتسليع أحلامه.
2- خطورة الرأسماليّة الاستهلاكيّة على البيئة.
3- دور الرأسماليّة الاستهلاكيّة في ظاهرة الغلاء العالميّ.