تعتبر مسألة الأرزاق والأسعار من المسائل التي تشغل بال العباد؛ لتعلقها بحياة الإنسان، فلا غنى لأحد من الخلق عنها، فالعباد يكدون من أجل تحصيل أقواتهم وتدبير معايشهم، وكان الناس في ذلك أصنافا شتى. وقد لاقت المسألة اهتمامًا كبيرًا من العلماء في مختلف المجالات وكان للسادة الأشاعرة الدور المبرز في تناولها بمنهجهم المتميز الجامع بين النقل والعقل، وانتظم الحديث عنها من خلال التعريف للمسألة والاستدلال عليها وبيان العلاقة بينها وبين الصفات والقضاء والقدر والرد على المعتزلة ومن سار على دربهم، وعلاقة الأسعار بأفعال الله تعالى وأفعال العباد. ومن خلال هذه النظرة يستنبط الباحث الأثر الإيجابي على الفرد والمجتمع مع تجلية هذا الأثر من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وأقوال العلماء خاصة الأشاعرة محل الدراسة. وهذا البحث بحول الله تعالى في مبحثين: المبحث الأول: التصور الأشعري للأرزاق والأسعار. وفيه خمسة مطالب: المطلب الأول: تعريف الرزق والسعر لغة واصطلاحا. المطلب الثاني: هل الحرام رزق؟ المطلب الثالث: صلة الرزق بالصفات. المطلب الرابع: صلة الرزق بالقضاء والقدر. المطلب الخامس: صلة الأسعار بأفعال الله تعالى وأفعال العباد. المبحث الثاني: أثر التصور الأشعري للأرزاق والأسعار على الفرد والمجتمع. وفيه مطلبان: المطلب الأول: أثره على الفرد. المطلب الثاني: أثره على المجتمع.