استهدف البحث التعرف على مصادر معرفة الزراع المبحوثين بفيروس كورونا المستجد بمنطقة البحث، ودرجة تطبيقهم لإجراءات الوقاية من الإصابة به، ومعرفتهم بتأثيره على النشاط الزراعي، وتحديد العلاقة الإرتباطية بينها وبين المتغيرات المستقلة المدروسة، ونسب إسهامها في تفسير التباين الكلي لها، وأخيراً معرفتهم بجهود القائمين بالعمل الإرشادي الزراعي نحو الحد من تأثيره على النشاط الزراعي.
وقد أُجري هذا البحث بمنطقة سهل الطينة بمحافظة بور سعيد على عينة عشوائية منتظمة من الزراع بأكبر ثلاث قرى بالمنطقة من حيث عدد الزراع المنتفعين بها بنسبة (5%) بلغ قوامها (170) مبحوثاً تم توزيعها بمراعاة نسب تواجدهم في تلك القرى المختارة للبحث، وتم جمع البيانات الميدانية خلال شهري يوليو وأغسطس 2020 باستخدام إستمارة إستبيان بالمقابلة الشخصية، واستخدم في تحليلها العرض الجدولي بالتكرارات والنسب المئوية والمتوسط الحسابي والإنحراف المعياري والمنوال ومعامل الإرتباط البسيط لبيرسون ونموذج التحليل الإرتباطي والإنحداري المتعدد المتدرج الصاعد.
وقد تمثلت أهم نتائج البحث فيما يلي:
أن أكثر المصادر التي يستقي منها المبحوثين معلوماتهم عن فيروس كورونا المستجد هي التليفزيون، والمنشورات الخاصة بالصفحة الشخصية على تطبيق التواصل الإجتماعي Facebook، والمحادثات بين الأصدقاء والجيران عبر شبكة الإتصالات الهوائية للهاتف المحمول بنسب مئوية قدرها (88,8%، 77,6%، 62,9%) من إجمال المبحوثين لكل منهم على الترتيب.
أن أكثر الإجراءات نصيبًا للوقاية من فيروس كورونا المستجد من حيث إجراءات الثقافة الصحية هي غسل الأيدي باستمرار بالماء والصابون لمدة 30 ثانية (84,1%)، ومن حيث إجراءات التباعد المكاني وهي الالتزام بتطبيق مواعيد الحظر المعلن عنها من الحكومة (88,8%)، ومن حيث إجراءات سلامة الغذاء والتغذية الصحية هي تنظيف وتعقيم الأدوات المستخدمة في طهي الطعام(85,3%) من المبحوثين.
أن (18,8%) من المبحوثين يقعون في فئة المعرفة المنخفضة بتأثير فيروس كورونا المستجد على النشاط الزراعي بمنطقة البحث، في حين أن (51,2%) منهم يقعون في فئة المعرفة المتوسطة بها، وكذلك (30,0%) منهم يقعون في فئة المعرفة المرتفعة بها.
أن معرفة المبحوثين بتأثر النشاط الزراعي نتيجة فيروس كورونا المستجد يتصدرها ارتفاع أسعار بعض مستلزمات الإنتاج الزراعي وخاصة الأسمدة الكيماوية (57,6%)، وزيادة أسعار نقل المنتجات الزراعية من وإلى المنطقة (46,5%)، وارتفاع تكلفة العمالة الزراعية (45,3%).
أن هناك علاقة إرتباطية معنوية عند المستوى الإحتمالي 0,01 بين درجة معرفة المبحوثين بتأثير فيروس كورونا المستجد على النشاط الزراعي وبين المتغيرات المستقلة التالية: السن، وعدد سنوات الخبرة بالعمل المزرعي، والمستوى التعليمي، ودرجة المشاركة الإجتماعية الرسمية، ودرجة الإنفتاح على العالم الخارجي، ودرجة الإستعداد للتغيير، ودرجة الطموح، وعند مستوى إحتمالي 0,05 بكل من المتغيرات المستقلة التالية: الحالة الزواجية، وحجم الحيازة الزراعية، ودرجة المشاركة الإجتماعية التطوعية، ودرجة الإتجاه نحو المستحدثات الزراعية، ودرجة الإتجاه نحو الإرشاد الزراعي.
أن هناك ثمانية متغيرات مستقلة تساهم مجتمعة في القدرة التنبؤية لتفسير التباين الحادث في درجة تطبيق المبحوثين لاجراءات الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد بنسبة (60,6%) منها (12,8%) تعزي إلى متغير درجة الإنفتاح على العالم الخارجي، و (11,6%) تعزي إلى متغير درجة المشاركة الإجتماعية الرسمية، و(9,7%) تعزي إلى متغير درجة الإستعداد للتغيير، و(8,5%) تعزي إلى متغير درجة الطموح، و(6,9%) تعزي إلى متغير درجة المشاركة الإجتماعية التطوعية، و(5,4%) تعزي إلى متغير عدد سنوات الخبرة بالعمل المزرعي، و(3,7%) تعزي إلى متغير السن، (1,9%) تعزي إلى متغير درجة الإتجاه نحو الإرشاد الزراعي.
أن أكثر معرفة المبحوثين بجهود القائمين بالعمل الإرشادي الزراعي نحو الحد من تأثير فيروس كورونا المستجد هي التوعية بسبل الحصول على مستلزمات الإنتاج الزراعي (70,6%،)، والتوعية بالمواعيد المحددة لتنفيذ العمليات الزراعية للزراعات القائمة بالمنطقة (64,1%)، والتوعية بآليات تسويق المنتجات الزراعية وذلك من خلال وسائل الإتصال الإلكترونية (57,1%).
وقد خلص البحث إلى صياغة توصيات لزيادة وعي الزراع بتأثير فيروس كورونا المستجد على النشاط الزراعي بمنطقة البحث، وزيادة جهود القائمين بالعمل الإرشادي الزراعي نحو الحد من هذا التأثير من خلال تدعيم خدمات الإرشاد الزراعي الرقمي وإتباع وسائل التواصل الالكتروني.