الفانتازيا ظاهرة أصبحت ذات حضور متميز في الأدب المسرحي المعاصر، وأقبل على تناولها عدد غير قليل من الكتاب، بعد أن وجدوا فيها شكلاً يختلف عن أشكال النصوص المسرحية التقليدية، و بأسلوب يدل على وعي تام يعكس الواقع، واللاواقع على هيئة مادة حية، أي شكل فني يجسد فكرة التصور الخارجي للعوالم المتخيلة كما يظهر الشعور الداخلي، الرغبة، والحلم، حيث إثارة المتلقي، وكسر أفق توقعاته، واستخدام اللاواقع الفكر، والظاهرة الإنسانية. تم رصد وتحليل التجليات الفانتازية في مسرحية الجيل أبو زلومة لرجب سليم، والتي تُعد تجربة فنية عريقة، ومتجددة في هذاالإتجاه. وقد هدفت الدراسة إلى الكشف عن دور الفانتازيا في تلوين النص المسرحي، ودراسة الفانتازيا في عرض مضامينها الفكرية والجمالية بغية تحديد معالمها، وكيفية توظيف تلك المضامين في النص المسرحي "الجيل أبو زلومة"، وقد استخدمت الباحثة  المنهج الموضوعي، وهو أحد المناهج القادرة على البحث عن الفانتازيا في العمل المسرحي من خلال رصد العلاقة المتداخلة بين بنية النص المسرحي، والعناصر المسرحية الأخري (الكاتب، الفضاءات الزمانية والمكانية، الشخصيات، المتلقي). وقد توصلت الدراسة لبعض النتائج أهمها: توظيف الكاتب للفانتازيا، والميتاتخييل في النص المسرحي عينة الدراسة كان له غاية وهدف في المساهمة في إيصال الرسالة للمتلقي، وكشف الستار عن الفكرة التي بني عليها النص. أسهم الميتاتخييل عند "رجب سليم" في تقديم أحداث المسرحية للأمام بصورة متسلسلة بداية من المشهد الأول من افتتاح ابو كبير للوحة الكفاح والكل في إنتظار وترقب. استطاع "رجب سليم" أن يبين من الشكل الفنتازي أفكاره التي تنحاز إلى التنوير، ومواجهة أفكار الجيل الحالي من خلال أبناء الشهداء (حياة، خلف). أضفي "رجب سليم" على الحدث صفة الفانتازية حيث إرتكز على فكرة خروج شخصيات الشهداء من اللوحة، وبوقوف الجميع منتظرين رؤية الشهداء وجدوا اللوحة فارغة. ظهرت جماليات الفانتازيا في الجيل أبو زلومة من خلال فكرة اللوحة، وأن التوظيف الفني لفكرة اللوحة جاء من وعي رجب سليم بقضايا الواقع، ومحاولة الغرب لتدمير هذا الجيل من الشباب.