التعليم هو السبيل إلى التنمية الذاتية وهو طريق المستقبل للمجتمعات. والدول المتقدمة مثل أمريكا واليابان على سبيل المثال بنيت من خلال الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي، لذا يعد التعليم الركيزة الأساسية لتقدم الأمم، ولذلك تسعى الدول إلى تبني سياسات واستراتيجيات للتعليم على ضوء أهداف عامة وفقّ احتياجاتها ترمي في النهاية لتنمية الإنسان. وتمثل ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات أهم قضايا التعليم بشكل عام على المستويين المحلي والعالمي وخاصة في المرحلة الثانوية، لما لها من تأثيراً سلبيًا على المجتمعات، حيث يصبح مجتمع بلا قيم.
والغش وتسريب امتحانات الثانوية العامة؛ لم تعد حالة مصرية بقدر ما صارت ظاهرة عربية خلال الفترة القليلة الماضية، ونتج عنها تأثيرات حادة على أمن المجتمعات لا سيما أن التسريب أمتد ليشمل "الوثائق السمعية والمسلسلات التلفزيونية‎،‏ والمكالمات الهاتفية "والسديهات الأخلاقية‎"، والصناديق السوداء فيما يطلقٌ ويكليكس العرب، في هذا السياق انتشر تسريب نماذج أسئلة وأجوبة بعض مواد امتحانات الثانوية العامة بشكل واسع النطاق في العديد من الدول العربية مثل مصر والجزائر والمغرب والسودان ودول أخرى وتزيد الأبعاد النفسية ناتجة عن شعور قطاعات إسلامية ومجتمعية بانعدام تكافؤ الفرص، وأجرى على ذلك دراسة بحثية تحليلية للمركز الإقليمي لدراسات الاستراتيجية بالقاهرة حيث أكد أن ظاهرة تسريب الامتحانات باتت منتشرة في العديد من الدول العربية حيث تم تسريب بعض الامتحانات الثانوية العامة عام 2016م ‏ فضلاً عن إثارة تخوفات من إمكان حدوث تسريبات أكبر في المواد الأخرى لا سيما مع استمرار بعض صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في الإعلان عن تسريبات للامتحانات إلزامًا مع إجراؤها في الفترة المقبلة، مما دفع الاجهزة الأمنية لتعقب الصفحة على الإنترنت من خلال وسائل الترصد الإلكتروني، وتحديد المسئول عنها والقبض علية دون أن يؤدي ذلك إلى توقف ظاهرة التسريبات.