الموسيقى الروحية تسمو بالنفس إلى حياة المثل العليا وترفع بها من هذا العالم المنظور إلى العالم الغير منظور، وما الفن إلا كشف عن الروحيات بواسطة الماديات، والموسيقي جزء من الحياة ومن أهم عناصرها وليست لهواً أو مجرد تسلية، واستعمل الإنسان الموسيقى في عبادته منذ فجر التاريخ في تسبيح الخالق، وأننا كلما رجعنا إلى الوراء باتجاه العصور القديمة كلما اتخذت الموسيقى طابعها الوقور والنبيل وكلما اتسع مداها وزادت سطوتها، وتحوي الكنيسة القبطية تراثاً غنياً من ألحان الطقوس الدينية باللغات اليونانية والقبطية تمتد إلى القرون الأولى للمسيحية وقد نشأت في هذه الكنيسة حركة تدعو إلى المحافظة على الألحان فخلفت تقليداً شفوياً قوياً تتوارثه الأجيال. وقد لاحظت الباحثة من خلال عملية تدريس العزف على آلة البيانو قصور بعض الطلاب في أداء بعض المقطوعات الموسيقية في مناهجهم الدراسية، لذلك كانت فكرة البحث الحالي في كيفية إعداد بعض الألحان القبطية لتلائم الأداء على آلة البيانو. وقد تناولت الباحثة مشكلة البحث، وأهداف البحث، وأهمية البحث، وفروض البحث وإجراءات البحث (منهج البحث – عينة البحث – حدود البحث- أدوات البحث) ومصطلحات البحث، والدراسات السابقة المرتبطة بالبحث. واشتملت عينة البحث على أربعة ألحان من ألحان الكنيسة القبطية كما يلي: اللحن الأول: لحن "أيكوتي أنسوك" "طلبتك من عمق قلبي" اللحن الثاني: لحن "أريبصالين" "رتلوا" اللحن الثالث: لحن "أسومين تو كيريو": "فلنسبح الرب" وقد احتوى البحث على جزئين: الجانب النظري واشتمل على: أولاً: القيمة الموسيقية للألحان القبطية. ثانياً: نبذة مختصرة عن الألحان عينة البحث. الجانب التطبيقي: وتناولت فيه الباحثة كل لحن على حدة من خلال التحليل العام للحن، اللحن الأساسي بالنوتة الموسيقية - من تدوين الباحثة، والصياغة الجديدة للحن بالنوتة الموسيقية، والتحليل العزفي من خلال تناول التقنيات المقترحة، ووسائل التظليل والإشارات التعبيرية ومصطلحات السرعة، والإرشادات العزفية التي تناولتها الباحثة بشكل مجمع للتقنيات المقترحة. واختتمت البحث بوضع النتائج والتوصيات والمراجع العربية والإنجليزية وملخص البحث باللغة العربية واللغة الإنجليزية.