استهدف البحث الحالي التحقق من فعالية التدخل السلوكي القائم على الأدلة من خلال برنامج قائم على أسلوب علاج الاستجابة المحورية في خفض مستوى القلق وتحسين التواصل الاجتماعي والانتباه المشترك لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مرتفعي الأداء الوظيفي، تكونت عينة البحث من (9) أطفال (ذكور) من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مرتفعي الأداء الوظيفي الملتحقين بمركز الرعاية النهارية وتنمية المهارات والقدرات بمحافظة الطائف، منهم (5) أطفال مجموعة تجريبية، و(4) أطفال مجموعة ضابطة، تراوحت نسبة ذكائهم ما بين (70-87) على مقياس ستانفورد بينيه العرب للذكاء (حنوره،2001) بمتوسط (79) وانحراف معياري قدره (6.17)، تراوحت أعمارهم الزمنية ما بين (6-8) سنوات، بمتوسط (7.22) وانحراف معياري (0.690)، استخدم الباحثان المنهج شبه التجريبي والتصميم التجريبي لعينتين مستقلتين (الضابطة-التجريبية) مع القيام بقياس قبلي وبعدي وتتبعي لأدوات البحث المتمثلة في (مقياس قلق الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من إعداد "رودجرز وآخرون" (Rodgers et al. (2016 ترجمة الباحثان؛ قائمة تقييم مهارات الانتباه المشترك؛ ومقياس التواصل الاجتماعي من إعداد: الباحثان)، أسفرت النتائج عن وجود فروق دالة احصائياً بين متوسطات رتب درجات أفراد العينة الضابطة والتجريبة في القياس البعدي على مقياس القلق، وقائمة تقييم مهارات الانتباه المشترك، ومقياس التواصل الاجتماعي لصالح العينة التجريبية، وعدم وجود فروق دالة احصائيًا بين متوسطات رتب درجات أفراد العينة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس القلق، وقائمة تقييم مهارات الانتباه المشترك، ومقياس التواصل الاجتماعي، مما يدل على فعالية البرنامج المستخدم واستمراريتها. وفي ضوء هذه النتائج، أوصى البحث بضرورة تدريب الأطفال على أسلوب علاج الاستجابة المحورية لفعاليته في خفض مستوى القلق وتنمية مهارات الانتباه المشترك والتواصل الاجتماعي وتضمينها ضمن البرامج التعليمية بمراكز التأهيل والمدارس، حتى تصبح جزء من أسلوب تعلمهم وحياتهم، كما أوصى بضرورة التكامل بين أسر أطفال التوحد ودور الرعاية النهارية لتطوير وتنفيذ الخطط المناسبة بما يسهم في تطوير مهارتهم وقدراتهم وتوافقهم وخفض سلوكيات التوحد لديهم.