نعيش اليوم عصراً من الاضطراب الخلقى فى مجتمعنا المصرى نتيجة التوترات الحالية للواقع الملموس والانفتاح الثقافى المباشر على جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى افتقار مدارسنا المصرية إلى النموذج الموحد للتربية الأخلاقية الذى يحتذى به الجميع، فأصبح الفرد يعيش مضطرباً بين أصالة قيمه الأخلاقية وهشاشة القيم المستوردة.   
فالقيم تعنى مجموعة الأخلاق والتمثلات السلوكية والمبادىء الثابتة أو المتغيرة التى ترتبط بشخصية الإنسان إيجاباً أو سلباً، وتحدد كينونته وطبيعته وهويته انطلاقاً من مجموع تصرفاته الآدائية والوجدانية والعملية (ضياء الدين زاهر، 1984).
ومن هنا يتضح الدور المهم الذى تؤديه القيم فى حياة الفرد والمجتمع، حيث يعيش الأفراد فى بيئات متنوعة، لكل واحدة منها خصوصيتها بما تتضمنه من عناصر وأشياء مادية يتفاعلون معها فيؤثرون ويتأثرون بها، وضمن نسق من المعايير والقيم الاجتماعية التى يتحلى بها كل مجتمع على حدة، والإنسان يسعى دائماً إلى تحقيق ذاته وإشباع حاجاته ليتمكن من الاستمرار فى الحياة، وليتمكن من ذلك فهو بحاجة إلى منظومة قيمية تتجسد بها القناعات الأساسية التى تتحقق بها رغباته، وتشكل الشخصية والتى ينظر إليها العديد من الباحثين فى المجال التربوى على أن المنظومة القيمية للفرد هى التى توجه سلوكه نحو الأيدولوجيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية والأخلاقية، وغيرها من المعتقدات التى تنغرس وتنمو مع الفرد فتحدد له الطريقة والمنهج الذى يقدم به نفسه للآخرين وللمجتمع الذى يعيش فيه (ممدوح الشرعة، 2015).