في ظل ارتكاز أعمال التصوير الجدآري منذ زمن على محاولات جاهدة وتجآرب عدة على إستخدام الخامات والوسائط الامثل لضمان البقاء ومقاومة عوامل التعرية، وفي خضم مراحل التحول والتطور وابتكار مواد وخامات كان على المصور الجداري اختبارها والاستفادة من عطائها وتطويعه في اعماله الجدارية . فقد مر التصوير الجدآري عبر العصور باشكال عدة كانت معيارا لمستوى وعي الفنان ذاته ، وقد كان تطور هذا الفن مرهوناً بالأحداث المحيطة بالفنان من تقدم علمي وإجتماعي. وكان هذا التطور حثيثا في مجمل الأعمال المقدمة الى أن جاء القرن العشرون ، وجاءت معه ردود الفعل للتقدم العلمي ملموسة بشكل كبير على مدى التجارب الفنية في القرن التاسع عشر و العشرين.
فمنذ أن أصبح للتطور العلمي تأثيرات وآضحة في مجال الفن التشكيلي فقد بات التجريب في مجال الفنون لا ينفصل عن الوعي التاريخي والإجتماعي لدى كل فنان ، ذلك التطور عندما يمتزج بالقدرة على الإبدآع يُمَكّن الفنان من إيجاد ابعاداً جديدة ، وأن يستنبط أدوآت وأشكال ووسائل جديدة يستطيع الفنان من خلآلها أن يعبر عن رؤيته للعالم الخآرجي و يطور حركة الإبداع لديه.
وقد إرتبطت منطلقات المعآلجات الإسلوبية المستحدثة للخامات لدى الباحثة بمدى تأثرها بما يحدث في العالم من تقدم ملحوظ للوسائط والمواد والخآمات، حيث أن دور المصور الجدآري أن يحاول طيلة الوقت تقديم معآلجات تشكيلية تتسق مع روح العصر . وقد تبين للباحثة من خلآل هذا البحث أبعاد جديدة لّلغة التشكيلية يُمكن إستخلاصُها من الموآد ، والخامات المختلفة، والخروج عن الشكل التقليدي ، والوصول الى إضافة جديدة في التصوير الجدآري، الذي يحتاج الى رؤى جديدة من أجل موآكبة الركب الحضاري العالمي المطروح في هذا المجال