يتصاعد الاهتمام الدولي سواء علي المستوي الأكاديمي والسياسي بالعلاقة التفاعلية بين الأمن والتكنولوجيا نتيجة التطور المتسارع لوسائل التكنولوجيا التي أنتجتها الثورة المعلوماتية في كافة المجالات ، وما أحدثته من انتقال للمعلومات والأفكار وهو ما أدي لتعاظم الدور الايجابي لتلك التكنولوجيا ؛ وعليه ازدادت أهمية المعلوماتية وتعددت دوائر تأثيرها في المجالات المختلفة في المجتمعات البشرية مما ساعد علي استمرارية تطورها بشكل ملحوظ، وازدادت تأثيرها في السنوات الأخيرة مرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة وانتشار تقنياتها وتعدد تطبيقاتها ولاسيما في الحياة السياسية إلا أنه علي النقيض كان له تداعيات علي الدول ولا سيما الأمن القومي وذلك نظراً لما نتج عن تلك الثورة من اعتماد متزايد في كافة الأنشطة الحياتية الرسمية وغير الرسمية ، المدنية والعسكرية ؛ فالمعلوماتية عملت علي إزالة الحدود بين البيئة الداخلية والخارجية وأضحي الجميع يعتمد علي المعلومات والاتصالات
وعليه يمكن القول أن الأمن القومي للدول تعرض لمجموعة من التغييرات، أهمها انتشار المعلوماتية وازدياد تأثيرها ما أدي إلي تحويل العالم من الطابع المادي إلي الطابع الافتراضي واتخذت كافة مجالات الحياة طابعاً رقمياً يدور في الفضاء المعلوماتي، وأضحت القوة المعلوماتية حقيقة أساسية بكل جوانبها المختلفة ( الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية ....) وأصبحت أحدي أدوات القوة الناعمة التي تسعي الدول لامتلاكها .وعليه أدي ذلك إلي تغير المفاهيم المرتبطة بالأمن القومي