شهد نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين تغيرات علي المستوي العالمي نتيجة التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات، فقد بدأ العالم يأخذ منحي تطورياً جديداً أساسه المعرفة؛ وعليه أضحت القوة المعلوماتية معيار لتصنيف قوة الدولة وتحديد مكانتها الدولية فيما تمتلكه من معلومات وما مثلته من تحد أمام صانع القرار وتسعي الدولة لامتلاك المعلومة والاستفادة منها محاولة القدرة علي توظيفها .
فالمعلومات الآن أصبحت سلعة تسعي الدول لامتلاكها وأحد مجالات التنافس العالمي بين الدول وبشكل عام إن القرن الحالي تمثل في التقدم التقني والمعلوماتي وما صاحب ذلك في تأثير علي مكان الدول وأمنها القومي .
كل ذلك أدي إلي إحداث تغييرات جوهرية في شكل وأبعاد الأمن القومي للدولة ؛ فتعددت مسارات الأمن القومي ولم يعد من المنطق التعامل بالمسارات التقليدية للأمن القومي
وتسعي الدول الآن إلي دراسة إلي أي مدي كان للذكاء الاصطناعي تأثير علي النظر إلي الأمن القومي باعتباره الهدف الأسمى التي تسعي الدول لتحقيقه لما يمثله ذلك من غاية أي دولة . وتدور الاهتمامات البحثية حول دراسة تأثير التقنيات علي فرعي علم العلوم السياسية الأبرز؛ العلاقات الدولية ,وحقل النظم السياسية .
وهنا علينا التساؤل عن النظرة التقليدية للأمن القومي كمفهوم مطلق ، يكرس لمقدرة الدولة علي الحفاظ علي مقدراتها وأهدافها والتطرق لأبعاده المتنوعة
وعليه تسعي تلك الورقة العلمية لدراسة تعريف الأمن القومي والاتجاهات الرئيسية وكذلك الخصائص والمفهوم والأبعاد وإلي أي مدي مازالت تلك الأبعاد مؤثره دون تغيير أم طرأ عليها تغييرات .