إن التراث المعماري والعمراني ميراث الأمم. لذا وجب الحفاظ عليه، والتعامل معه بكافة أبعاده، بالأساليب العلمية الصحيحة، والنظر لمشاكله بشمولية، ووضع السياسات والخطط والبرامج التي تستند إلى الواقع، وتضمن بقاؤه.
ويتكون النسيج العمراني من المباني التراثية ذات القيمة المعمارية التى تمثل حقب التاريخ. حيث أن هذه المباني التراثية هى التى تكون الطابع القديم للمنطقة التاريخية والتي تضم المباني الأثرية، وقد قامت اليونسكو بوضع عدة توصيات في مجال إحياء وحماية النسيج العمراني التاريخى المحيط بالآثار، حيث يعد هذا النسيج هو الإطار الثقافى الإجتماعي المكمل لهذه الآثار لإظهار شخصيتها التاريخية.
وقد إستخدمت الدراسة الأسلوب الإستقرائي التحليلي المقارن عن طريق إستقراء المشاكل، وسلبيات النمو العمراني وتحليل المعلومات، ومقارنة البيانات الناتجة عن زيارات ميدانية للمدن التاريخية. وتناقش الدراسة تقييم تجربة الحفاظ علي المناطق الأثرية في مصر ممثلة في مدينة الأقصر، وذلك عن طريق مقارنتها بتجارب الحفاظ العالمية ممثلة في مدينة روما، للإلمام بأساليب الحفاظ في التجارب العالمية والإستفادة من إيجابياتها وتلافي سلبياتها، ومعرفة إيجابيات وسلبيات التجربة المصرية، والوقوف علي أوجة القصور في مصر للحفاظ علي المناطق الأثرية في ظل تغير الطابع المعماري ونمو النسيج العمراني، بحيث تساهم في دعم بناء خطة سليمة للحفاظ على التراث الأثري، والعمل علي إبراز الأثر في النسيج العمراني للمناطق ذات القيمة الحضارية ودعم فاعليته، للإرتقاء بالنطاقات التراثية، والمحافظة علي الطابع الحضاري وحماية الآثار وتوثيق الطابع العام للمنطقة.
وتتجسد المشكلة في مفهوم التطوير نفسة لدي الجهات المعنية بتطبيق سياسات الحفاظ علي المناطق الأثرية، والذي لابد أن يحترم الطابع الحضاري ويعمل علي حماية الآثار وتوثيق الطابع العام للمنطقة. وكذلك رؤية القوانين للحفاظ على النسيج والآثار كأحياء تاريخية وليس كمنشآت تاريخية منفصلة.