التراث الثقافي هو نتاج الإنسان بثقافته وتقاليده الفردية والجماعية. لذلك توجد علاقة وثيقة بين التراث غير المادي وبين العنصر البشري الذي انتج وطور ونقل هذا التراث عبر أجيال متعاقبة. فالتراث غير المادى هو تراث حي انتجته المجتمعات البشرية ولخدمة هذه المجتمعات. فالحرف التقليدية – علي سبيل المثال - قامت وتطورت بواسطة حرفيين وفنيين أنتجوا منتجات وصناعات لخدمة أفراد المجتمع وتلبية إحتياجته. والأمر ذاته، بالنظر إلي الفنون الأدائية التي لجأ إلىها الإنسان على إختلاف ثقافته وطبيعته للتفريج عن همومه والتعبير عن أفراحه. عادة ما يتناقل التراث غيرالمادى بواسطة التعبير الشفهي من الجد للأب ومن الأب للإبن؛ وهكذا تطورت عملية التناقل والتوارث. والتي تطور عنها دور الرواه الملموس في الصون والاستدامة؛ والتي بدونه لفقد الكثير من التراث غير المادي للبشرية. ولا يقتصر دور هذه الجماعات والأفراد والرواه على تكوين عناصر التراث غيرالمادى فقط؛ إذ لا يمكن إعتبار أية ممارسات أو معتقدات أو حرف تراثاً دون إعتراف هذه الجماعات بأن هذه الممارسات هي بالفعل جزء من تراثهم وهويتهم.
تهدف هذه الورقة لتقييم دور متحف رأس الخيمة القومي في صون واستدامة التراث غير المادي؛ وتقديم رؤية قابلة للتطبيق لتفعيل وتطوير هذا الدور بما يمكن المتحف من الاستفادة من الرواه والحرفيين من حملة هذا التراث في صونه وتقديمه عبر فضاء المتحف وفي سياق دوره الخدمي للمجتمع ووظيفته الحيوية في صون التراث الثقافي المحلي.