اتفق الباحثون في أصول سكان المغرب العربي على أن أسلاف المغاربة الحاليين لم يكونوا من أصل واحد وأن من يطلق عليهم مصطلح «البربر « ليسوا بأي وجه من الوجوه السكان الأوائل للمناطق التي كانوا يحتلونها عندما دخل شمال إفريقيا التاريخ . ذلك أن بلاد المغرب عرفت سلالات بشرية متباينة منذ نصف مليون سنة أخرهم من عرفوا بالمتوسطيين والقفصيين (نسبة إلى مواقع مستوطناتهم بقفصة الذين يعتبرهم البعض من الروافد العرقية للبربر، ثم العنصر الزنجي الأصيل والمولد.
ويميل المتخصصون في الفترة السابقة للتاريخ ببلاد المغرب إلى الاعتقاد بأنه ابتداء من أواخر الألف الرابعة .ق.م. أخذ شمال إفريقيا يتميز عن الصحراء الكبرى بتسارع الجفاف لتصبح واجهته الشمالية متوسطية بظهور فن الملاحة البحرية فاستحق بذلك ما شبه به من طرف العرب بجزيرة المغرب، ولدينا في دراسة الآثار الجنائزية الميغاليتية (المدافن) الحجرية والفخار العائدين إلى تلك الفترة ما يقوي الاعتقاد في حدوث هجرات و نزوحات ربما كان بعضها في شكل غزو مسلح ويعتقد أن من عرفوا بالبربر في العصور الوسطى قد ظهروا في هذه الفترة قادمين من الشرق ففرضوا على الأقوام المحلية المتخلفة حضاريا لغتهم وثقافتهم تماما مثلما فعل بعد ذلك العرب. وأنه لا يوجد من المعطيات التاريخية حول هذه الموجة سوى حملة الهكسوس على مصر التي جاءت بشأنها فرضية تقول إن بعض القبائل البربرية صحبت أولئك الرعاة المحاربين ولم تتوقف بمصر فواصلت طريقها نحو إفريقيا.