تهدف هذه الدراسة المُعَنْوَنة بـ"الاستبطان الذاتي وأثره في تشكيل الصورة عند المازني دراسة تحليلية نقدية "إلى فصل تأثير الاستبطان الذاتي في تشكيل الصورة عند المازني إلى ملامح تصويرية بارزة، ومحاولة تحديدها، والتّمثيل لها، وكشف وجه التعالق بين نوعية الفكرة وتشكيل الصورة، وبين المعادلات الموضوعية والعاطفة، وتحديد مرشِّحات تناص الصورة، ودلالاته الفكرية والشعورية، انتهاء برصد تأثير الانفعال أو الثورة النفسية في تشكيل الصورة الكلية ذات الطابع الدرامي، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي النقدي في فصل المكونات الخاصة بالاستبطان الذاتي، وتحليل ثنائيات التأثير والتأثر، إضافة إلى المنهج النفسي في تحليل دلالات الصورة النفسية، وجاءت الدراسة في خمسة مباحث تناول كل منها ثنائية معينة بالتحليل في إطار تأثير الاستبطان الذاتي في تشكيل الصورة، وخلصت الدراسة إلى نتائج منها: وضوح أثر الاستبطان الذاتي كمنهج جمالي تأملي على تشكيل الصورة عند المازني، وتجلّى ذلك في ملامح تصويرية بارزة كالميل إلى تشخيص وتجسيم المعقولات، وتبيّن نجاح الشاعر في إطلاق اإيحاء الصورة، من خلال قدرته على لمس الجوانب الغامضة، والمرامي البعيدة، كما جاءت صوره متناغمة مع الأفكار المُولّدة لها، محققة مبدأ: الصورة بنت الفكرة، بما يعكس صدق الشاعر الفني، واتساق أدائه، فاستطاع الابتعاد عمّا تُمليه العاطفة من مُباشَرة، من خلال استخدام معادلات موضوعية ذات صِبغة غرضيّة أقامها كمحددات خارجية للعاطفة، وتناصَّ الشاعر في كثير من صوره مع الصور القرآنية، كما تناصَّ في كثير منها مع الصورة عند أبي العلاء المعري، وأجاد الشاعر استخدام الصورة الكلية في محاولته لمحاكاة وحدات الوجود، وسيروراته المعقدة. وقد أوصي الباحث بكشف النقاب عن أثر المدرسة التعبيرية في الشعر العربي الرومانسي وخاصة شعراء مدرسة الديوان.