المستخلص

يروم هذا البحث الكشف عن الأنساق المضمرة خلف جدلية المركز والهامش في خطبة النّعمان بن المنذر عند كسرى بوصفها أنموذجًا من خطابة الوفود قبل الإسلام عند غير العرب، ويمتاز هذا النموذج بوضوح الجانب الجدلي بين النّعمان بن المنذر وبين كسرى ويضمر أنساقًا دعا لوجودها العنصر الأجنبي. واعتمد البحث على الوصف والتّحليل في ضوء النّقد الثّقافي، الذي يُعنى بتحليل الأنساق الثّقافية المضمرة في الخطابات الجمالية الجماهيرية، وقُسّم البحث إلى محورين يسبقهما تمهيد تناول مفاهيم البحث، تلى ذلك المحور الأول وهو عن جدلية المركز والهامش في خطبة النّعمان، ثم المحور الثّاني عن الأنساق الثّقافية في الخطبة، والتي تمثلت في نسقين رئيسين، وهما: نسق السلطة، ونسق العِرق ثم خاتمة تضمنت أبرز النتائج، والتي من أهمها أنّ مجابهة الهامش للمركز كانت بنسقين، هما: نسق السلطة، ونسق العرق، وتضمن هذان النسقان أنساقًا أخرى كـ(نسق القبيلة، ونسق الذكورة، ونسق الدين، ونسق البلاغة، ونسق البيئة)، وأنّ نسق السلطة عند الهامش كان لمضاهاة سلطة المركز، بينما جاء نسق العِرق لنقض المركز.