هذا البحث يدور حول بيان معنى لفظ من ألفاظ الجرح والتعديل ألا وهو" إسناد أعرابي" وتأتي أهمية هذا البحث من أهمية موضوعه، فلا يخفى على المشتغلين بعلم الحديث ما لأحكام الأئمة في الرواة جرحاً وتعديلاً من الأهمية الكبرى، وما لها من الأثر العظيم على الروايات قبولاً وردًّا. 
   وتتمثل إشكالية البحث في أن هذا اللفظ قد جزم بعض المعاصرين بأنه لفظ من ألفاظ التجريح، وعليه فترد روايات من وصف بهذا الوصف لضعفه، بينما نجد أن هناك من العلماء المتقدمين من أطلق هذا اللفظ علي أسانيد صحيحة، ورواة ثقات فكان من الحاجة بمكان أن أتتبع كل من وصف بهذا الوصف من الأسانيد، أو الرواة محاولاً الوقوف على حقيقة هذا اللفظ من الجرح والتعديل.
   وانتهيت بأن هذا اللفظ ليس هو من ألفاظ الجرح، بقدر ما هو وصف لبيان حال الراوي من كونه من أهل البادية، وإن كان فيه تلميح بأن من وصف بهذا الوصف ليس من أهل هذه الصناعة فينبغي عدم التسرع في الحكم على مروياته إلا بعد الدراسة والتحقق. 
   واقتضت طبيعة البحث أن يكون في مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، وذيلته ببعض الفهارس لخدمة البحث. والله الهادي إلى سواء السبيل.