يترتب على متعهد رحلة الحج القيام بالعديد من الالتزامات بموجب العقد المبرم بينه وبين الحاج، ولعل من أهمها الالتزام بضمان سلامة الحاج، الالتزام بحسن سير رحلة الحج، والالتزام بتنفيذ كامل برنامج رحلة الحج.
غير أن هناك العديد من التفاصيل التي قد تثير لبسا في الواقع العملي، فعلى الرغم من تدخل المنظم بشأن العديد من المسائل المهمة في العلاقة ما بين الحاج ومتعهد رحلة الحج، إلا أن مسائل أخرى بقيت دون تفاصيل تحكمها وتحدد نطاقها.
ولا شك في أن تعدد الالتزامات وتنوعها وتفرعها على تفاصيل كثيرة ودقيقة يجعل مهمة إبرام العقد مهمة دقيقة وتحتاج إلى تدقيق وتبصر، فمتعهد رحلة الحج يمتلك من الخبرة والقدرات الاقتصادية والقانونية ما قد يفتقر إليه الحاج المتعاقد معه، مما يجعل الأخير عرضة لشروط قاسية وغير ملائمة في الوضع الطبيعي لمثل هذه العقود، الأمر الذي ارتأى معه المنظم السعودي ضرورة إصدار قواعد نظامية مختلفة ومتعددة لمعالجة الالتزامات الناجمة عن عقد إبرام رحلة الحج، ولاسيما في جانب الالتزامات التي تقع على عاتق متعهد رحلة الحج.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج وتوصيات عدة، كان أهمها ألا ضرورة لإصدار نظامين خاصين بالحج: أحدهما لحجاج الداخل والأخر لحجاج الخارج، وضرورة إصدار نظام يخصص لمعالجة المسائل المتعلقة بالحج كافة، ولا سيما المسائل المتعلقة بالتزامات متعهد رحلة الحج في مواجهة الحاج