إن العالم اليوم يشهد تطورًا رهيبًا على كافة الأصعدة والمجالات، وعلى الأخص فيما يتعلق بالتقنية وتكنلوجيا الأشياء، حتى استطاع البشر صناعة آلات ذكية تمشي وتتحرك بل تتكلم و تتصرف، وفي ظل تسارع العالم اليوم فقد تطورت هذه الآلات وبرعت وسُخرت للعمل في كافة المجالات والأصعدة، حتى دخلت البيوت والمحافل والمقاهي والمطاعم، وصارت تُصور على هيئات مختلفة وأحجام متباينة، حتى قارب بعضها في الصنع المخلوقات الحية من إنسان وحيوان، وقد عمدت في هذا البحث إلى دراسة مسألة حكم التصوير في هذه الآلات المجسمة، من تصوير مالا روح فيه وما هو على هيئة ذات روح، مع تأصيل للمسألة وإيراد الأدلة فيها والخلاف، وقدّمت هذه الدراسة الفقهية المقارنة بتصوير للمسألة من تعريف الروبوت وماهيته، متبعة منهج دراسة أحكام النوازل المعاصرة، من تصوير وتأصيل ثم تنزيل، وقد خلصت إلى أنه لا خلاف في جواز تصوير مجسمات الروبوت على هيئة غير ذات الروح، من شجر وحجر وأشكال عشوائية لا مضاهاة فيها لخلق الله، وأما ما فيه روح فالراجح المنع من تصوير الروبوتات على هذه الهيئة؛ لعلة المضاهاة ولعموم حرمة التصوير الذي نص عليه الشارع الحكيم، مع إيراد الأدلة ومناقشة القول المرجوح.