فإنه لما كان الأمر والنهي أحد المباحث في أصول الفقه، والذي كانوا مبلغ اهتمام الأصوليين، لأنهما جماع التكليف، وبهما تستبين الأحكام، وعليهما يتوقف الحلال والحرام، فالحلال والحرام هما نطاق التثبت من عبودية الإنسان وصدقه في عبوديته لله تعالى، وذلك بالتزام أوامرِه واجتناب نواهيهِ والوقوف على حدودهِ لا يتعداها.
ولذلك قد اخترت في بحثي هذا أن أبحث في (دلالة النهي وتطبيقها في سنة الحبيب المصطفى، من خلال كتاب نيل الأوطار في كتابي الصيد والذبائح وبيان دلالته عند الإمام الشوكاني) وقد اقتضى الحال تقسيمه إلى مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث وخاتمة، أما التمهيد قمت فيه بالتعريف بالإمام الشوكاني، وأما المبحث الأول ففي التعريف بكتاب نيل الأوطار، ومنهج الإمام الشوكاني فيه، وفيه مطلبان، الأول في التعريف بكتاب نيل الأوطار، والثاني في منهج الإمام الشوكاني في كتابه نيل الأوطار، والمبحث الثاني ففي تعريف النهي عند الإمام الشوكاني والأصوليين، وصيغ النهي ومعانيه، وأنواع النهي عند الإمام الشوكاني والأصوليين، وفيه ثلاثة مطالب، الأول في تعريف النهي عند الإمام الشوكاني والأصوليين، والثاني في صيغ النهي ومعانيه، والثالث في أنواع النهي عند الإمام الشوكاني والأصوليين، والمبحث الثالث ففي التعريف بالصيد والذبائح، وفيه أربعة مطالب، الأول في تعريف الصيد، وحكمه، ومتى يكون محظوراً؟، والثاني في وسائل الصيد، والثالث في تعريف الذبائح، والفرق بين الذبح والتذكية، وأنواع التذكية، والرابع في شروط صحة الذبح، والمبحث الرابع ففي مسائل النهي عند الإمام الشوكاني دراسة تطبيقية، ثم ختمت البحث بأهم النتائج.