إنَّ عُنْوَانَ الْبَحْثِ هُوَ: [حِفْظُ الطَّعَامِ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَنَيْلُ الْبَرَكَةِ فِيهِ مِنَ الرَّحْمَنِ "دِرَاسَةٌ حَدِيثِيَّةٌ مَوْضُوعِيَّةٌ"]، وَهَذَا الْمَوْضُوعُ مِنَ الْأَهَمِّيَّةِ بِمَكَانٍ؛ لِمَا فِيهِ مِن اتِّبَاعٍ لِهَدْيِ النَّبِيِّ  فِي حِفْظِ الطَّعَامِ مِنَ الشَّيْطَانِ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ عَدُوٍّ لِلْإِنْسَانِ وَيَتَرَصَّدُ لَهْ دَائِمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَكَيْفِيَّةِ الْحُصُولِ عَلَى بَرَكَةِ هَذَا الطَّعَامِ، كَمَا أَنَّهُ يَتَعَلّقُ بِأَمْرٍ يَوْمِيٍّ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ، بَلْ بِأَمْرٍ يَفْعَلُهُ الْإِنْسَانُ فِي يَوْمِهِ مِرَارًا وَتِكْرَارًا أَلَا وَهُوَ الطَّعَام، وَتَنَاوَلَ الْبَاحِثُ فِيهِ أَغْلَبَ الْأُمُورِ الَّتِي تَحْفَظُ عَلَى الْمُسْلِمِ طَعَامَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَاسْتِجْلَابُ الْبَرَكَةِ فِيهِ، وَذَلِكَ فِي فَتْرَةِ مَا قَبْلَ الْأَكْلِ، وَأَثْنَاءَهُ، وَبَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنْهُ.
وَقَد اعْتَمَدَ الْبَاحِثُ فِي كِتَابَةِ هذَا الْبَحْثِ عَلَى الْـمَنْهَجِ الِاسْتِقْرَائِيّ؛ القَائِم عَلَى الِاسْتِقْرَاءِ وَالتَّتَبُّعِ لِكُلّ عَنَاصِرِ الـْمَوْضُوع، وكذَلِك الـْمَنْهَج التَّحْلِيلِيّ؛ وَذَلِكَ بِبَيَانِ مَا تَضَمَّنَتْهُ الْأَحَادِيثُ النَّبَوِيَّةُ الْوَارِدَةُ فِي الْبَحْثِ مِنْ أَحْكَامٍ، وَإرْشَادَاتٍ، وَفَوَائِدَ، وَتَعْلِيمَاتٍ تُفِيدُ الْبَحْثَ. وَذَلِكَ لِلْوُصُـولِ إلَى النَّتِيجَةِ المَـرْجُـوَّةِ مِن البَحْثِ وَهِيَ إِرْشَادُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى اتِّبَاعِ هَدْيِ النَّبِيِّ  فِي حِفْظِ طَعَامِهِم مِنَ الشَّيْطَانِ، وَنَيْل الْبَرَكَةِ فِيهِ مِنَ الله .
وَفِي النِّهَايَةِ أَوْصَى البَاحِثُ بِجَمْعِ الْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة الّتِي تُحَصُّنُ الْمُسْلِمِينَ وَتَحْفَظُهُمْ مِنَ كَيْدِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فِي أُمُورٍ أُخْرَى غَيْرَ الطَّعَامٍ مِثْلَ: حِفْظ الْبُيُوتِ وَحِفْظ الْأَهْلِ وَحِفْظ الْأَمْوَالِ وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَأَنْ تُعْطَى لِلبَاحِثِينَ عَلَى هَيْئَةِ رَسَائِل عِلْمِيَّة لِلاسْتِفَادَةِ مِنْهَا.