يدرُس هذا البحثُ القيدَ بحرف الجر في آيات الصلح والإصلاح في القرآن دراسةً تركيبية دلالية، وتكمُن أهميةُ القيود عامة في أنها تُمثل قيدًا ضروريًّا على بنية التركيب النحوي، فتخصِّص دلالته، وتوجِّه تأويلَ السامع له؛ بناءً على ما تَنسِجه من علاقات دلالية وشكلية ومقامية وسياقية، وتكمن أهمية هذا البحث في أن حروف الجر من أكثر الأدوات استعمالًا، وأكبرها دورًا في أداء المعاني، وقد جاء هذا البحث عونًا في فَهم دور القيد بحرف الجر، وما يقدِّمه من دلالات ومعاني في آيات الصلح والإصلاح، والوقوف على معرفة حروف الجر ومعانيها الموجودة في تلك الآيات. وتكمن فكرةُ الجر وهي التوصيل والربط؛ إذ إن الفعل المتعدي ينصب المفعول والمفعولين مباشرة لقوَّته، لكن حروف الجر في الغالب يسبقها أفعالٌ لازمة لا تنصب مفعولًا بنفسها، فيأتي حرفُ الجر ليربط الفعلَ بالاسم الذي بعد حرف الجر، وبناءً على ذلك يُمكن القول: إن الجر هو الإفضاء بفعلٍ أو ما في معناه إلى ما يلي حرف الجر، وهو الاسم المجرور. إن مشكلة هذه البحث قد تجلَّت في تساؤلٍ مُفاده: هل كان للقيد بحرف الجر دورٌ مهم في إثراء الدلالات الكامنة في آيات الصلح والإصلاح، وقد أجاب البحث عن هذا التساؤل بما تناوله من آيات احتوت على القيد بحروف الجر المتشابهة في معانيها والمشتركة في دلالتها.