يسعي هذا البحث  إلى دراسة قصيدة "أفاطم قبل بينك متعيني" للمثقب العبدي دراسة أسلوبية في ضوء الدراسات اللسانية المعاصرة. حيث شهدت الدراسات اللغوية في العقدين الأخيرين من القرن الماضي تطورات على قدر كبير من الأهمية، رافقها دعوة العلماء إلى ضرورة إعادة الصلة فيما بين اللغة والدراسة الأدبية؛ بعد قطيعة كبيرة جداً، ولقد كان أهم مظهر من مظاهر التطور هو مولد نظرية نحو النص، التي تمكن أعلامها من إعادة الصلة فيما بين اللغة وواحد من أعظم تجلياتها وهو النص.   فحاولت تحليل هذه الرواية تحليلا أسلوبيا عن طريق مراعاة التفاعل والترابط بين جسد النص بأجزائه من ناحية، ومدلولاته المتنوعة من ناحية ثانية، وكذلك مراعاة التفاعل بين المبدع والمتلقي من خلال مراعاة المقام الذي يشغل جزءًا لا بأس به من اهتمام نحو النص. فتجاوزت التقابل المتفاصل بين الموضوع والمنهج، والاجتهاد في تمثل المنهج من جهة واستثماره في التطبيق من جهة أخرى، وسعيت إلى إبراز أثر القدرات الخطابية في بناء القواعد النصية التي تمنح النص التماسك والمقبولية، ذلك من خلال إثبات أن الروابط التركيبية لها أثر كبير في اتساق النص وفك رموزه وفهمه، وبحثها يشكل هدفاً مهماً من أهداف نحو النص، وأنَّها مبنية بحسب توجهات الخطاب معتمدة على المنهج الوصفي التحليلي .