يهدف البحث إلى بيان قيمة علم القراءات الذي لا يحصل تقويم لفظ القرآن وإتقان أدائه وصيانة قراءته من الخطأ والتحريف إلا بمعرفة ما صح من قراءاته وما ثبت من رواياته، ولهذا انكبّ عليه علماء الأمة، وشُغلوا به من لدن الصدر الأول إلى هلم جراً، وبذلوا جهودا عظيمة في كل ما يحفظ نصه ويصونه وييسر كذلك قراءته وتلاوته، ولهذا ارتكز البحث إلى الكشف عما كان عليه الحال إبان نشأة المدرسة البصرية في القراءات، وأشهر قرائها وأعلامها في القرون الثلاثة الأولى من الهجرة، مشفوعاً ذلك بتراجمهم ونبذ من جهودهم، وآثار تلك المدرسة قراءة ونحواً ولغة، كما كشف عن أبرز ما صُنّف فيها مع الإشارة إلى من كانت له الأوليّة تصنيفاً، وما امتازت به تلك المدرسة. وأهمّ ما تُوصّل إليه في هذا البحث من نتائج: اعتناء المسلمين بكل ما هو متصل بكتاب الله تعالى، وحرصهم الشديد على صيانته وضبطه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا؛ اقتداء بسلفهم من الصحابة والتابعين. عراقة المدرسة البصرية في القراءات والنحو واللغة ورسوخ قدمها في ذلك. جهود قراء البصرة ولا سيما الإمام أبو عمرو البصري، وأعلامها في تكوين مدارس القراءات والنحو واللغة. الحظ الوافر في النحو؛ إذ تأسس فيها علما قائما على أصوله. ظهور أوائل المصنفات في علم القراءات في عصر متقدم، في بدايات عصر التدوين.