قامت الدراسة على التعريف بمصطلح المكان، وهو من المصطلحات التي اشتملت على مفاهيم متعددة ومتنوعة، ولم يحدد له معنى اصطلاحي لاختلاف النقاد حول دلالته، واستعرضت أيضاً بعض المصطلحات التي تشاركه المفهوم كالفضاء والحيز، وتناولت أهميته ومكانته في الرواية، فهو كالمسرح الذي تجري عليه أحداث الرواية، وتأخذ شخصياتها منحاها فيه. وقد وجدت ثمَّة علاقة واضحة بين المكان والشخصية، والسرد، والوصف، واللغة، ولهذا نجد الروائيين يتفاوتون في مدى احتفالهم بالمكان، لا بمعنى غيابه، فمن المحال غيابه عن العمل الروائي؛ وذلك لأن التحديد المكاني بشتى صوره ضرورة من ضروريات العمل الروائي، فهو عنصر هام من عناصر مقومات الرواية، وله الحظ الوفير في البناء الفني والجمالي لها، أما الجانب التطبيقي للدراسة فكان للحديث عن المكان ودوره في رواية من الروايات السعودية للكاتب غازي القصيبي الشاعر والأديب، وليس هذا فحسب فهي أول أعماله الروائية، وتشبه السيرة الذاتية. وكانت من أهم النتائج : حظي المكان كعنصر من عناصر الرواية باهتمام الروائي غازي القصيبي، فهو يراه كواقع حقيقي، وكبناء فني، على امتداد مساحة الرواية. تنوع المكان في الرواية بين أمكنة مفتوحة كنهر النيل، والحدائق، والقاهرة، وأماكن مغلقة اختيارياً كغرف الأصدقاء وشقة الحرية، وأمكنة شبه مغلقة كالمدرج والفصل، والمقهى الشعبي، والسيارة، وأماكن مغلقة إجباري كالسجن، العنبر في المستشفى، المدفن. استأثرت بعض الأمكنة باهتمام الكاتب كنهر النيل، شقة الأصدقاء الذين أطلقوا عليها شقة الحرية، والقاهرة التي لها حضور دائم في معظم الرواية.