اهتمت الحضارة الإسلامية اهتماماً بالغاً بذوي الإعاقة، وفتحت لهم الباب ليكون لهم أثر ودور في البناء الحضاري، وقد جاء هذا البحث لاستقراء بعض أصحاب الإعاقات في الحضارة الإسلامية الذين برزوا في مجال الفقه الإسلامي وتحليل لدورهم وأثرهم، وقد اتبعت الدراسة المنهج الاستقرائي التحليلي، باستقراء الأمثلة الميدانية علىى أصحاب الإعاقة من المصادر التراثية، إضافة إلى تحليل دورهم في الفقه والحضارة. وقد خلصت الدراسة إلى وجود أمثلة حية على معاقين كان لهم أثر في الحضارة الإسلامية، وتحديداً الفقه الإسلامي؛ فممن أصيب بإعاقة العرج: محمد بن يوسف البكري الذي كان من أبرز فقهاء المالكية في زمانه، وصاحب رئاسة الفتوى زمن الأمير محمد بن عبد الرحمن. وممن أصيب بإعاقة العمى: أبو عبد الله الوَنيّ الذي انتهت إليه معرفة الفرائض والمواريث في زمانه، وممن أصيب بإعاقة الحول: أبو القاسم الأحول الأنماطي: الذي كان من كبار الفقهاء الشافعية ببغداد، وكان السبب في نشاط الناس لكتب فقه الشافعي، وممن أصيب بإعاقة العور: محمد بن هشام اليحصبي الأعور الذي كان من أبرز فقهاء المالكية في زمانه، وقد تولى شؤون الأوقاف. وممن أصيب بإعاقة الصمم: عبد الله بن يزيد الأصم، فقيه المدينة المنورة، وشيخ الإمام مالك، ولم يكن أحد بالمدينة المنورة إذا حزبه الأمر إلا رجع إليه.