يتناول هذا البحث ترجمة موجزة للإمام الثَّوري، وبيان منزلته العلمية بين كبار العلماء، ويهدف إلى جمع وحصر الأحاديث التي خولف فيها الإمام الثَّوري بالقلب في كتاب علل الترمذي، ودراسة هذه الأحاديث والترجيح بينها، ومعرفة الأئمة الذين رُجِّحَتْ روايتهم على رواية الإمام الثوري، وبيان سبب ترجيح رواية المخالف على رواية الإمام الثوري، والتوفيق بين ما نجده في كتب العلل من مقارنة العلماء بين الإمام الثوري وبين أقرانه من كبار المحدثين في عصره كشعبة وابن عيينة وغيرهما، وغالبيتهم رجح به عن نظرائه، وبين الأحاديث التي خالف فيها الإمام الثوري غيره ورجحت روايتهم عليه. وأما المنهج الذي سأنتهجه في البحث هو: المنهج الاستقرائي الاستنتاجي، واختتمت البحث بذكر أهم النتائج، ومنها: بلغت أحاديث البحث، حديثان: أحدهما تبين منه بعد الدراسة أن الوجه المذكور فيه عن الثوري غير ثابت عنه، وأنه قد رواه على أحد الأوجه الراجحة، والثاني: تبين فيه أن الثَّوري رواه على الأوجه الراجحة، وأن حديث: «من تمام التَّحيَّة الأخذ باليد»، لم يثبت أنه من قول النَّبي ^، وإنما الذي ظهر لنا أن إسناد حديث: «لَا سَّمَرَ إِلَّا لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِر»، ألصق به.