القرآن الكريم كتاب خالد يتجدد عطاؤه مع كل كشف علمي حديث ، فإعجازه ممتد ، تعم منفعته من حضر نزوله ومن غَاب، ومن وُلدَ ومن سيُولد، والآية الثامنة والأربعون من سورة النحل ، ذات ألفاظ محدودة العدد ، إلا أنها احتوت بين ثناياها على ملامح علمية إعجازية، أذهلت ألباب المتدبرين .
 وقد تناولت هذه الدراسة بيان بعض من ملامح الإعجاز العلمي الواردة في الآية الكريمة ، مع تحقيق ما يختص بالآية مما ورد من تعليقات سعدي جلبي في حاشيته على تفسير البيضاوي رحمهما الله.
وقد هدفت الدراسة إلى بعث مكنونات العلماء وتراثهم العريق ،وربط المفاهيم القرآنية بالاكتشافات العلمية الحديثة ، وتسخير قناة رافدة لبقية قنوات الدعوة من خلال لطائف الإعجاز العلمي القرآني، وتقوية الحجة ردا على كل طاعن مشكك في الدين .
وتم اتباع المنهج الاستقرائي التحليلي الاستنباطي.
وتوصلت الدراسة لعدة نتائج من أبرزها : أهمية المكانة العلمية لحاشية سعدي جلبي على تفسير البيضاوي رحمهما الله فيما احتوته من فرائد وردود علمية مؤصلة لكثير من المسائل ،وبيان الدقة العلمية في وصف نشأة الظلال وحركتها في القرآن، وإقرار أن الظلال ذات أنواع متعددة تبعا لحركتها ولنوع العنصر المنشئ لها ولتأثيرها ، ودلالة الإشارة لسجود الظلال على الانقياد لخالقها ، ناهيك عن دلالتها على جهة القبلة تحقيقا لمعنى السجود الشرعي ، وإمكانية تحديد اتجاه القبلة عن طريق تحديد اتجاه الظل بالاستفادة من ظاهرة التسامت.
وتمت التوصية بـ: متابعة مسيرة البحث والكشوفات العلمية لتوسيع دائرة شواهد الإعجاز العلمي الذي يعتبر لغة العصر في الدعوة ، وتحفيز أبناء الإسلام للتخصص في مجالات العلوم الحديثة ، للانطلاق بقوة للمشاركة في ركب التقدم المتسارع.