يهدف البحث إلى إظهار وجهٍ من أوجه حيوية الفقه الإسلامي، وقدرته على مواكبة المستجدات؛ فقد كثرت النوازل والمستجدات في هذا العصر كثرةً غير مسبوقة، هذا ومن جملة الأمور المستجدة المستحضرات التحسينية المشتقة من ألبان الحمر الأهلية، وهي مستحضرات تتخذ لتنظيف البشرة وتحسينها توصف بكونها طبيعية؛ لأنها مستخلصة من ألبان الحمر الأهلية مع المحافظة على أكبر قدر ممكن من خصائص تلك الألبان؛ لظنهم اشتمال خصائص هذه الألبان على المنافع والفوائد المرجوة؛ فجاء البحث مبيناً قدرة الفقه الإسلامي على مواكبة المستجدات من خلال دراسة الأحكام الفقهية المتعلقة بالمستحضرات التحسينية من لبن الأتان؛ كالصابون المصنع منها ونحوه، باعتبارها أمراً مستجداً؛ فيظهر بهذا سعةُ الفقه وتجدُدُه، وتنسدُّ بذلك ثغرة الجهل بأحكام هذه المستحضرات. وقد اقتضى هذا بيان حكم الحمر الأهلية باعتبار طهارتها، واختلاف الفقهاء، وأدلتهم في ذلك، ثم بيان أحكام الألبان بذات الاعتبار أيضاً، ثم تفريع الأحكام على ذلك بذكر حكم استعمالها والانتفاع بها، وحكم المتاجرة بها بيعاً وشراءً. ولمَّا كان الانتفاع بهذه المستحضرات إنما هو في غير الأكل والشرب توجّه البحث في حكمين؛ هما: حكم استعمالها والانتفاع بها، وحكم بيعها وشرائها.