لم يبلغ أحد مبلغ الحافظ عبدالله بن أحمد في روايته لعلل الأحاديث وأحوال الرجال عن شيوخه,  ومما يدل على مكانته وعلو كعبه في ذلك أن تلاميذه حفاظ أثبات مصنفين وكان الحافظ عبدالله من أهم مواردهم في مصنفاتهم التي هي أصول ومصادر علم العلل, ومن أشهرهم: الطبراني, والدولابي, والعقيلي, وابن أبي حاتم, وهؤلاء من أكثروا عنه, وروى عنه أيضًا جماعه من أهل التصنيف كالخلال, والبغوي .. وغيرهم. وقد برز في القرن الثالث أحد أشهر مناهج التأليف عند المحدثين وهو ما يعرف بكتب السؤالات, التي تُعد اللبنة الأولى للتأليف في العلل ومعرفة الرجال, وغالبًا ما ينسب هذا الكتاب إلى أهم موارد التلميذ في كتابه, باعتبار أن الإملاء أحد طرق التأليف, وشبيهًا بذلك كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد رواية ابنه عبدالله, والكتاب أصل في بابه, وقد تضمن جلّ علوم الحديث. وقد ظهر لي بعّدة قرآئن أن هذا الكتاب من تأليف الحافظ عبدالله بن أحمد, ونسبته للإمام أحمد لكثرة أقوال فيه. فرأيت إفراد هذا الموضوع ببحث سميته: "دور الحافظ أبي عبدالرحمن عبدالله بن أحمد في تأليف كتاب العلل ومعرفة الرجال المنسوب للإمام أحمد رواية ابنه عبدالله", وقد اشتمل البحث على مقدمة, وثلاثة مباحث, وخاتمة, أفرت الأول لترجمة عبدالله بن أحمد, والثاني للتعريف بكتاب العلل ومعرفة الرجال, والثالث: لتوثيق نسبة الكتاب لمؤلفه, ثم ختمت بخاتمة بها عرض جامع لعناصر البحث الأساسية, وتلخيص لفوائده.