تتناول هذه الدراسة بعض الثوابت التي تجلت في النظرية البلاغية العربية، كما تتناول النشأة الغربية للتداولية، التي تعد المنهج الأحدث في الاتجاهات اللغوية التي برزت وازدهرت واحتلت مكانة عالية في الدراسات الغربية، وخلصت الدراسة إلى أن للبلاغة العربية ثوابت ضمنت لها استمرارية العطاء وخدمة البيان القرآني والدفاع عن إعجازه البلاغي، وإظهار جمال البيان الإنساني العربي البليغ. وكفلت لها الصمود في مواجهة أصحاب الميول التغريبية وواسميها بالبلاغة القديمة، والمتقممين ما تساقط من على موائد الأمم الأخرى.   وأشارت إلى خطورة تبني نظريات -كالتداولية- نبتت في غير بيئة التراث العربي الثري ومحاولات تطبيقها على البيان العربي، مما أوجد العديد من الدراسات المهجنة، فما هي بالعربية الخالصة، ولا بالغربية الواضحة. وهي ظاهرة علمية مرضية، ستحتاج سنوات للتعافي منها. لما أدت إليه من تكاسل العقل العربي حتى أصبح استهلاكيا لا إنتاجيا، وأن هذه المناهج الغربية لا تقدم جديدا عما تقوم له وبه النظرية البلاغية، غير أنها تعد تناولا عصريا لبعض قضايا البلاغة العربية.