الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفصح العرب لسانًا، وأفضلهم بيانًا، وأعذبهم منطقًا، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين. فهذا البحث الموسوم بـ" من بلاغة الداعي الناجح مراعاة مقام المخاطبين" الحديث النبوي أنموذجا" تدور فكرته حول المقومات البلاغية التي يمتلكها الداعي الناجح في رسالته الدعوية التي يسلكها مع الكبير والصغير والغني والفقير والعالم والجاهل...وجميعها تتركز في محور مراعاة حال المخاطبين والمقام الذي يتحدث فيه الداعي وكيفية التعامل مع هؤلاء جميعًا. وقد قسمته مبحثين:  المبحث الأول: عناصر بلاغة الداعي. المبحث الآخر: دراسة تطبيقية من الحديث النبوي الشريف. وهناك حيثيات كثيرة للمخاطبين ينبغي على الداعي أن يتنبه لها جيدًا ويفتي بما يناسب حيثية المخاطب. ولابُدّ للداعي أن يتدرج في الحوار مع المخاطب حتى يستل الإجابة من المخاطب نفسه وذلك أوقع في النفس. كما ثبت من خلال الدراسة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-يعرف  أصحابه معرفة دقيقة ولذلك كان يجيبهم على حسب أحوالهم وهذا من بلاغته –صلى الله عليه وسلم- وفطنته.