التداولية في محاولة بسط فكرةٍ شموليةٍ عنها، هي علم يهتم بالعلاقة التي بين اللغة ومستعمليها، تلك العلاقة الوثيقة بينهما والمقام الذي ينتج فيه هذا الكلام. فهي في تعريفها الأبسط دراسةٌ لعلاقة العلامات بمستعلميها، دراسةً مرتبطةً بالممارسة اللغوية التواصلية، الإنجازية والحوارية. أما مصطلحيًا، فقد شاع بين الدارسين لهذا المصطلح، وبخاصة في ميدانيّ اللغة واللسانيات، أنه يحيل على التفاعل والحوار والتخاطب والتواصل بين الأطراف المتلفظة، وهو قريب من مصطلح التخاطبية، فكلاهما يحيل على اللغة ومكوناتها اللسانية، وأفضل ترجمة لمصطلح Pragmatique  هو التداولية لأنه الأكثر شيوعًا بين الدارسين. التداولية تكون بهذا التعريف، تخصصًا لسانيًا دارسًا لأحاديث الناس، بالإضافة لتأويل تلك الأحاديث، فهي تتكون من جانبين متوازيين ومتواشجين، هما الأحاديث والتأويلات، فهي بذلك علم مهتمٌ بعلاقة اللغة بمستعمليها، مع مراعاة المجال الاستعمالي، والكيفيات المستخدمة وتأويلاتها، وتسعى التداولية لتجاوز حدود الخطاب لتصير نظريةً عامة مختصةً بالفعل والنشاط الإنساني، اشتغالها في مجال دراسة اللغة في المقام المرتبط بالحقل الاستعمالي. هي بذلك دراسةٌ لارتباط العلامات بمؤوليها، أي بمستعمليها، وكما يرى مؤسس التداولية الأول "جون أوستن" تداولية أفعال الكلام، واضطلاعٌ للغة بتحويل ما يبدر من أقوال في ظروف سياقية، إلى أفعال ذات سمات اجتماعية، متجاوزًا أن تكون اللغة مقتصرةً على الوظيفة الإيصالية الإرسالية والتعبيرية.