يهدف البحث إلى بيان أن تبدل الأحوال وتغير الظروف سنة من سنن الله في كونه، فلكل عصر أدواته ووسائله، وقد تميز هذا العصر عن العصور السابقة بالتطور المادي الكبير الذي شمل كافـة نواحي الحياة، وبخاصة في مجال العلـوم والتكنولوجيا، وكان لانتشار هذه الوسائل دور هام في تيسير أمور الناس وقضاء احتياجاتهم، وقد أفرز هذا التطور جملة من النوازل والمسائل التي تتطلب من علماء الشريعة بذل الجهد واستفراغ الوسع في استنباط أحكامها، وقد حظيت النوازل الفقهية باهتمام علماء العصر فانبروا للتنظير لها، وبيان المنهج الشرعي في استنباط أحكامها، وبذل الوسع في بيان حكم ما وقع منها، مما يؤكد للناس كمال الشريعة الإسلامية، وقدرتها على استيعاب كافة المستجدات والحـوادث، فإنهـا امتازت عن الشرائع السماوية السابقة، والقوانين الأرضية بكونها صالحة لكل زمان ومكان. ولحاجة الناس إلى بيان أحكام النوازل الفقهية، خصوصاً بعد انتشارها، واعتماد أغلب المسلمين عليها، وكونها واقعاً لا مفر منه، قمت بعمل هذا البحث، واتبعت فيه المنهج الاستقرائي التحليلي المقارن في الفقه الإسلامي، مع ذكر آراء الفقهاء والرأي الراجح وسبب الترجيح، وقسمته إلى مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث. وجاء هذا البحث ليجيب على عدة أسئلة منها: ما مدى مشروعية تحديد وقت الأذان بالحساب الفلكي وخاصة أذان الفجر؟ وما مدى مشروعية الأذان الموحد؟ وما حكم الأذان عن طريق المسجل؟ وما حكم الأذان والإقامة بغير العربية؟ وما حكم الزيادة على الأذان وقت النوازل؟