إن حركة التنظير لعلم الحديث في بابي الرواية والدراية, لم تكن بمعزل عن الواقع الحياتي وقضاياه واهتماماته في القديم والحديث, وهذا التفاعل بين الحوادث والنوازل الزمانية وبين التأطير النظري, قد أكسب الحقل الحديثي حياة دائمة ومتجددة, أثمرت تراكما معرفيا به نمى وتطور. ويهدف هذا البحث إلى رصد جهود المحدثين وسعيهم قديمًا وحديثًا لمراعاة مقتضى الزمان وتلبية حاجاته. وبيان دور السياق الزماني والمكاني في توجيه النتاج الحديثي. والكشف عن الصلة والرابطة بين النتاج النظري للمحدِّث وبين واقعه العملي. وبعد التطواف بين ثنايا هذا البحث, وأرجاء هذه الفكرة البحثية؛ ظهرت عدة ثمار كنتاج لهذا البحث, منها: 1- لم ينفصل المحدثون بعلمهم عن الواقع المحيط, والأحداث المعاصرة لهم, بل كان لهم في كل واقعة وحادثة تحصل جهود تناسب تلك الحوادث وتتناسب معها. 2- تعددت جهود علماء الحديث لمراعاة المقام ومقتضى الحال في الحقل الحديثي لتشمل عناصر عدة على صعيد فنون الرواية والدراية المختلفة. 3- ظهر اعتناء المحدثين بملابسات الواقع الزمانية والمكانية والأشخاص, في فهمهم للنص النبوي.