تناولتُ في هذه الدراسة الحديث عن: الركائز العامة في مراعاة أحوال المدعوين وأثرها في الدعوة إلى الله وقد ذكرت الدراسة أنه من الأهمية بمكان معرفة أحوال المدعوين الموجه إليهم الخطاب الدعوي، وهم من الأركان الأساسية لعملية التبليغ ونشر الدعوة إلى الله تعالى، وبينت الدراسة أهم الركائز العامة في مراعاة أحوال المدعوين من شمولية الخطاب الدعوي لأحوال وظروف المدعوين، وقد وضح القرآن والسنة هذه الشمولية بما يتفق مع أصناف المدعوين على اختلاف أنواعهم، حيث مراعاة الفروق الفردية ومخاطبة عقل المدعو ووجدانه، ومن الركائز أيضا مراعاة الحالة النفسية للمدعو والتي كان الأثر الكبير في تحقيق الهدف من العمل الدعوي؛ لأنها تمكن الداعية من وصف الدواء على قدر الداء، كما ذكرت الدراسة من الركائز إظهار الرحمة بالمدعوين حيث إبراز الجانب الرحماني؛ لأن فيه تأليف القلوب، وجمع الكلمة، كما وضحت الدراسة أنه من أساسيات التبليغ امتلاك القدرة في التأثير على الآخرين، من أجل تصحيح تصوراتهم وتوجهاتهم، بما يتفق مع المنهج الإسلامي الصحيح، في مختلف المجالات من حيث: العقائد، والعبادات، والمعاملات، بحيث يصبح المدعو مثالا حيا لم تدعو إليه رسالة الإسلام من عبادة الله تعالى وحده وعمارة الكون، وبذلك يسعد الفرد والمجمع معا، ويعيش الجميع في استقرار وازدهار، ومن أهم نتائج الدراسة أن هذه المراعاة تحقق الهدف من العمل الدعوي وهو التحول بالمدعو من سيء إلى حسن ومن حسن إلى أحسن وينبثق عن هذا  الدفاع عن الدعوة من قبل أتباعها كما حدث مع أنبياء الله ورسله فقد كان لهم أنصار يدافعون عن دعوتهم.